تصريحات أردنية خطيرة صدرت عن الملك الأردني ووزير خارجيته مؤخرًا…توحي بتغير جذري إتجاه العلاقة مع نظام الأسد…وبما أنّ الأردن كان العراب أو رأس الحربة العربية في عملية التقارب مع نظام الأسد ..فإن موقفه يُعبّر عن المواقف العربية كلها التي أيدت عودة نظام الأسد للجامعة العربية وإعطائه فرصة أخيرة…
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال إنّ العرب ينتظرون ردًّا على مبادرتهم (خطوة مقابل خطوة) من الأسد مع يقينهم أنّ نظام الأسد لن يُقدم على أي خطوة ويطلب التعامل معه كمنتصر في الحرب وعليهم الاعتذار عن مواقفهم السابقة إتجاهه..أو كما قال المقداد مؤخرًا إنّ نظامه تقدم 100 خطوة من العرب ولم يتقدم أحد منهم خطوة واحدة نحوه…
فيما كان الملك الاردني واضحًا أكثر خلال وجوده في نيويورك ..ويبدو أنه قطع شعرة معاوية مع الأسد عندما وصفه أنه يَشكّ في قدرته على السيطرة على الأرض وعلى القرار السياسي بمعنى أنه دمية أو كراكوز يَتمّ تحريكه بخيوط من الخارج..حيث اتهمه بعدم قدرته على وقف تهريب الكبتاغون والأسلحة وإنّ الأردن بخوض حربًا يومية على حدوده لوقف ذلك…وفي هذا تبرير أو تلميح لخطة مُدبرة لتحالف دولي ضد كبتاغون الأسد تقودها أمريكا جاري التحضير لإخراجها إلى حيّز التنفيذ…ويتزامن ذلك مع وجود إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وإشرافه على مناورات عسكرية للميليشيات التي يقودها مع ميليشيا الأسد وذلك لإرسال رسالة بأنّهم جاهزون لإحباط أي عملية عسكرية ( كثر الحديث عنها مؤخرًا) لإنشاء منطقة عازلة بعمق معين في الجنوب السوري لحماية الحدود الأردنية من خطر تواجد الميليشيات الإيرانية وما تقوم به
وحذر الملك الأردني من أنّ بلاده لن تحتمل أي تدفق آخر للاجئين جدد من سوريا محذرًا النظام ( ضمنيًّا ) من ارتكاب أي عمل أحمق عسكري يؤدي لتوافد لاجئين واصفاً انتفاضة السويداء بامتداد لثورات الربيع العربي وهذا بالطبع ما يغيظ الأسد أكثر….
ويجب ألا نتجاهل دعوة شيخ العقل حمود الحناوي ومطالبته الأردن بفتح معبر حدودي مع السويداء وتعهد بإدارته بشكل جيد…لمنع حصار النظام للمحافظة إنسانيًّا واقتصاديًّا…وليس مُستبعدًا تجاوب القيادة الأردنية مع طلب الشيخ الحناوي وذلك لمنع تدفق لاجئين إلى بلادها ..مع أنّ ذلك سيضخ أوكسجين الحياة لانتفاضة جبل العرب…
أحداث هامة ستجري في الجنوب السوري خلال الأشهر القليلة القادمة ليس بعيدًا عنها العرب والأمريكان وتستهدف الاحتلال الإيراني في سوريا وإضعاف نظام الاسد أكثر….
د باسل معراوي