تصدر سوريا الأدوية لأكثر من 60 دولة و توفر أكثر من 90% من حاجة المواطنين والطلب المحلي على الأدوية إلا أن هذا كان قبل الحرب لتبلغ اليوم خسائر القطاع الصحي بالمليارات.
لم يعد بمقدور المصابين في الحرب أو المصابين بأمراض مزمنة الحصول على الدواء الذي من شأنه شفاء جراحهم و أمراضهم، فالكثير من الأدوية لم يعد لها أي وجود في السوق فضلاً عن بيع أنواع من الأدوية ليس لها أي تأثير في شفاء الأمراض.
أبو خالد أحد المصابين بمرض السكري يقول: “كنت أحصل على وصفة شهرية من الصيدلية التي في الحي للدواء من الطبيب إلا انني ومنذ أشهر لم أعد أجد لهذا الدواء أي أثر في صيدليات المدينة فأصبحت اضطر أن أطلب من أحد أبنائي أن يحضره لي من خارج المدينة”.
في ظل الشح الكبير للأدوية أصبح الصيادلة يبحثون عن بدائل جديدة لتفادي هذا الشح في الأدوية مع ازدياد الطلب إلا أن الأدوية التي اصبحت تباع في الأسواق خالية تماماً من الرقابة الصحية بسبب انشغال النظام بالحرب وابتعاد الرقابة عن مؤسسات الدولة كافة بالإضافة لافتتاح معامل جديدة للأدوية في مناطق خارجة عن سيطرة النظام والتي لا يوجد فيها أي من أسس الرقابة الدوائية على المنتجات المصنعة.
أبو محمد أحد الصيادلة يقول: “لدي من الأدوية نوعان أحدها غالٍ له فعالية جيدة للعلاج من الأمراض والآخر رخيص لكنه غير نافع أبداً في معالجة الأمراض ونظراً لضيق الحال المادي لدى غالبية الأشخاص أصبحوا يشترون الأدوية الرخيصة مع علمهم أنها لن تفيدهم لكن عسى أن تخفف عنهم القليل من أمراضهم”.
لم تكن الرقابة الصحية هي الأمر الوحيد الذي زاد من نقص صناعة الأدوية فالكثير من المواد الخام الأولية اللازمة لصناعة الأدوية أصبح من الصعب تأمينها في ظل انقطاع الاتصال بين المناطق وارتفاع أجور النقل واليد العاملة لتبلغ خسائر سورية في قطاع الأدوية 18 مليار ليرة مطلع عام 2015.
أبو رائد أحد صاحبي مستودعات الأدوية في المنطقة الشمالية يقول: “ندفع تأمينا لشركات الدواء قبل أن تصلنا ونكون هنا أمام القدر فإما أن تصل شحنة الأدوية سالمة بعد أن ندفع الكثير من النقود على حواجز النظام أو تقوم جهات تابعة للنظام بسرقتها على الطرقات وتطلب الأموال مقابل تركها”.
خلفت الحرب السورية أكثر من ربع مليون مصاب إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على الأدوية الكفيلة بشفائهم ليبقى السؤال المطروح هل ستشهد الصناعة الدوائية إعادة تأهيل في العام الجديد أم أنها ستبقى في تراجع؟.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري