ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية إنه منذ أقل من 10 أسابيع مضت، هيمنت على الصفحات الأولى للصحف في أوروبا صورة لطفل سوري لقي مصرعه مع عائلته التي كانت تحاول الوصول إلى شواطئ اليونان.
وعبرت الصحف الأوروبية عن هذه الأزمة بكلماتها النبيلة ولكن سرعان ما عادت تلك الصحف مرة واحدة إلى طرقها المعتادة من جديد ونسيت كل الكلمات النبيلة التي عبرت بها عن الأزمة ولم تتحول أصوات السياسين إلى أفعال، وأصبح رأي معظم الأوربيين السائد: “أوروبا لديها واجب لمساعدة اللاجئين – ولكن ليس في بلدنا“.
وظلت الصحف تعبر عن أزمة اللاجئيين بكلمات فقط إلا صوتًا واحدًا ظل يتحدث عن الأزمة ويساندها وهو صوت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي تقول دائمًا: “إننا ستتعامل مع الأمر“.
ونتيجة لموقفها من الأزمة ، انخفضت شعبية ميركل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2011، ولأول مرة يبدو أن منصب المستشارة لم يعد يبدو بأمان، ولكن ذلك لم يجعلها تتراجع عن موقفها، وقالت أن ألمانيا ستستمر باستقبال اللاجئين.
وعلى الجانب الآخر، انتقد زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر الترحيب باللاجئيين وقال: “إنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد قرار ميركل، ووصف موقفها بنهاية مستقبلها السياسي“.
وفي سياق متصل، توصل الائتلاف الألماني الحاكم بقيادة ميركل لحل حول قضايا اللاجئيين، وتراجعت المستشارة عن موقفها نسبيا وسحبت خططها المتعلقة بمناطق العبور لترضي الجناح اليميني في حزبها “الديمقراطي الاشتراكي” كما أنها اضطرت إلى تسريع إجراءات ترحيل اللاجئين لأسباب اقتصادية، ولم يسمح لدخول أسرهم إلا بعد عامين.
وعلى الرغم من ذلك ، فقد حافظت ميريكل على موقفها الأهم، وهو أن ألمانيا ستظل الأكبر في أوروبا من حيث عدد اللاجئين الذين يمكن استيعابهم، وهذا هو دور ألمانيا الرائد، حيث سبق أن تحملت عبء حل الأزمة اليونانية وأزمة إنقاذ اليورو.
ونجد أن هذه الأزمة تتخذ أبعادً أخرى يمكن أن تؤثر على الهوية الأوروبية، فأوروبا بَنَت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية على قيم من الحرية والمساواة والسلام والكرامة، وتعتبر أزمة اللاجئين امتحان لمدى تطبيق هذه المبادئ، ولكن يبدو أن أوروبا ستعاني من التخبط في محاولتها لحل أزمة اللاجئين.
القاهرة