تساءلت صحيفة الجارديان البريطانية عن سر فزع العالم لمجزرة مثل نيس بينما تجاهل مقتل نحو 85 مدنيا بنيران الطائرات الأمريكية في ذات الوقت تقريبا.
وتحت عنوان “الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة السوريين هو أن يكف الغرب عن التدخل فى الشرق الأوسط” كتب ليندسى جرمان في عدد الصحيفة الصادر اليوم يقول: “تعد قرية توخار الواقعة بالقرب من مدينة منبيج فى شمالى سوريا موقعا حديثا لأعمال القتل الجماعية التى تشهدها الحرب التى لا تنته فى سوريا”.
وأضافت الصحيفة أن مقتل ما لا يقل على 85 مدنيا جراء الضربات الجوية التى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية فى يومى 18 و19 من الشهر الجارى يعد تذكرة قاسية على ضراوة الحرب التى يدور رحاها الآن على الأراضى السورية والأعمال المروعة التى يتعرض لها المدنيون العاقلون فى مرمى نيران الحرب.
وذكرت أن سكان قرية توخار تعرضوا للقصف عن الطريق الخطأ حسبما يُزعم لأن هؤلاء المسئولين عن قصفهم كانوا يعتقدون أنهم يستهدفون مقاتلى تنظيم الدولة فى المعركة من أجل السيطرة على مدينة منبيج.
وأشارت أن هاشتاج “الدعاء من أجل سوريا Prayforsyria” الذى ظهر لبرهة من الزمان على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” أعرب عن مدى الفزع عما يحدث فى سوريا، لكن الكثيرين يتساءلون عن السبب الذى أدى لاختلاف رد الفعل العالمى على الهجوم الإرهابى الذى وقع فى نيس بفرنسا عن الرد على الخسائر فى الأرواح التى تتساقط فى سوريا، ففى الوقت الذى أدى فيه الهجوم فى نيس (ومن قبله الهجمات فى فرنسا وبلجيكا وفلوريدا) إلى تدفق فى العواطف الجياشة على مواقع التواصل الاجتماعى وتغيير لبروفيل الفيسبوك على صفحات المستخدمين للإعلان عن تعاطفهم مع الضحايا وأنهم يقفون قلبا وقالبا مع قضية الضحايا فإن الحزن الذى تم الإعراب عنه حيال ضحايا القصف الأمريكى فى سوريا اتسم بالصمت، وفى الكثير من الحالات لم يكن له أى وجود فى الأساس، ولا يتعلق الأمر هنا بتطبيق معايير مزدوجة، بل فى اعتقاد سائد فى المجتمع الغربى بأن بعض الأرواح هى أكثر أهمية من البعض الآخر.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه ما لم يدرك الحكام الغربيون أن هذا النوع من الإرهاب هو نتاج الحرب وأنه يزدهر فى ظلها وأن إنهاء الحروب فى الشرق الأوسط هو الوسيلة الوحيدة لمنعه فسيستمر.
*ترجمة خاصة بموقع “الإسلام اليوم”