kareem Ankeer
يقول الكاتب أنه لم يُترك شيء لم يجرب في هذه ‘الثورة اليتيمة’ على وصف زياد ماجد: السلمية والسلاح، قمع المظاهرات وتدمير المدن، الأسلحة بأنواعها من السواطير إلى البندقية إلى الطيران والكيماوي والتجويع، الدبلوماسية العربية والدولية، الضغوط على الأطراف بمختلف الوسائل، الصراع الإيديولوجي بين ممانعة وليبرالية، أو بين إسلاموية وعلمانية، مرتزقة وجهاديين، طائفيين و’مدنيين’، ريف ومدينة، حبر وورق وشاشات تلفزيون ويوتيوب وفيسبوك.
مرت الثورة بمراحل يمكن تمييزها، فبدأت سلمية مدنية بمشاركة نشطة من شباب الطبقات الوسطى المدينية، ثم تسلحت بدءا من الأرياف والانشقاقات من جيش النظام وأجهزته، ثم دخل الإسلام والجهاد الذي استقطب متطوعين من أنحاء الأرض، إلى أن استقرت الحال بمدن مقسمة بين النظام والثوار المسلحين، وانغلقت الطوائف والملل على كانتوناتها، ودخلت الحرب دورة استنزاف بلا قرار.
سوريا التي نعرفها أصبحت في خبر كان، مجتمعاً وعمراناً ونظام حكم وثقافة.
الحرية تحققت أيضاً باعتبارها الهدف الأعلى للثورة، وإن لم تكن بالصورة التي حلم بها السوريون. في كثير من المناطق نسي الناس النظام الذي كتم على أنفاسهم منذ ولدوا من أمهاتهم، وبات مجرد عدو خارجي يقصفهم بالبراميل أو يجتاح بعض مدنهم وقراهم فيرتكب المجازر المروعة ثم يخرج. يمارس الناس حياتهم ‘الطبيعية’ وينظمونها بما يتوفر بين أيديهم من خبز وسلاح وأيديولوجيات وآبار نفط. واستقر المقام بملايين منهم في بلدان الجوار، في المخيمات أو المدن. كما استقر الوضع بأهل النظام إلى الانغلاق في كانتوناتهم الضيقة وواظبوا على رفد جيشهم بالمقاتلين على جبهات الكانتونات المجاورة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول لا أفق لهذه الحرب المديدة. يشكو السوريون من أمرين متناقضين: من إهمال العالم لمأساتهم، ومن تدخله المفرط فيها. كأنهم لا يعرفون أن للدول هموماً ومصالح ومطامح تختلف عن نظيراتها الخاصة بهم. فهي تنأى بحساب، وتتدخل بحساب، وتتصارع فيما بينها بحساب.
فقط طرفان يبدو كأنهما حققا بعض المكاسب الجزئية: إسرائيل والكرد. لكنها مكاسب هشة قابلة للانتكاس.
سوريا التي نعرفها أصبحت في خبر كان، مجتمعاً وعمراناً ونظام حكم وثقافة.
الحرية تحققت أيضاً باعتبارها الهدف الأعلى للثورة، وإن لم تكن بالصورة التي حلم بها السوريون. في كثير من المناطق نسي الناس النظام الذي كتم على أنفاسهم منذ ولدوا من أمهاتهم، وبات مجرد عدو خارجي يقصفهم بالبراميل أو يجتاح بعض مدنهم وقراهم فيرتكب المجازر المروعة ثم يخرج. يمارس الناس حياتهم ‘الطبيعية’ وينظمونها بما يتوفر بين أيديهم من خبز وسلاح وأيديولوجيات وآبار نفط. واستقر المقام بملايين منهم في بلدان الجوار، في المخيمات أو المدن. كما استقر الوضع بأهل النظام إلى الانغلاق في كانتوناتهم الضيقة وواظبوا على رفد جيشهم بالمقاتلين على جبهات الكانتونات المجاورة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول لا أفق لهذه الحرب المديدة. يشكو السوريون من أمرين متناقضين: من إهمال العالم لمأساتهم، ومن تدخله المفرط فيها. كأنهم لا يعرفون أن للدول هموماً ومصالح ومطامح تختلف عن نظيراتها الخاصة بهم. فهي تنأى بحساب، وتتدخل بحساب، وتتصارع فيما بينها بحساب.
فقط طرفان يبدو كأنهما حققا بعض المكاسب الجزئية: إسرائيل والكرد. لكنها مكاسب هشة قابلة للانتكاس.
بكر صدقي.. الشرق الأوسط
‘ كاتب سوري