المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 2/1/2015
إلى كل من لايعرف سوريا: سوريا هي بلد الخيرات وبلد الثروات وتعتبر سوريا بلداً زراعيا بالدرجة الأولى، والزراعة تشمل النبات والحيوان، وتشتهر سوريا بتربية الأغنام والماعز والأبقار، وتعد ومصدر دخل لـ 55% من سكان سوريا. والواقع الحالي الذي تشهده البلاد من قصف ودمار وتشريد، أثر بشكل سلبي على الثروة الحيوانية.
بالنسبة للأغنام، فتنتشر أغنام العواس في البادية السورية والعراقية وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) لعام 1997 فإن التعداد الدولي لهذا الصنف من الأغنام يبلغ ما يقارب( 25) مليون رأس تمتلك سوريا حوالي (60%) منه، وتتمتع أغنام العواس بالكثير من الصفات التي تتميز بها عن باقي سلالات الأغنام، كما تتميز أغنام العواس بظاهرة التوائم حيث تصل نسبة التوائم في هذا النوع من الأغنام لحدود 10 % من الولادات، كما تتميز بسهولة التربية والرعي، وتعتبر من الأغنام السرحية كونها تستطيع السير لمسافات بعيدة.
وهذه الصفات تجعل أغنام العواس بالنسبة لسوريا ثروة متجددة في حال تم إدارتها بشكل جيد.
أما بالنسبة للماعز: فأشهر الأصناف الماعز الشامي أو الدمشقي، الذي نشأ في منطقة غوطة دمشق، واكتسب على مدى آلاف السنين صفات إنتاجية جيدة، وخاصة فيما يتعلق بإنتاج الحليب وما يميز الماعز الشامي أنها تنجب توائم وفي بعض الأحوال ثلاثة في بطن واحد، ولا يوجد إحصائيات دقيقة لعدد هذا النوع من الماعز.
أما بالنسبة للأبقار: فأشهرها الأبقار الجولانية وتتميز عن بقية أنواع الأبقار بشكلها وسرعة تأقلمها مع جميع الظروف الطبيعية، وتتميز يضاً بسهولة الولادة، وأعداد هذه الابقار في عام 1991 / 163839/ رأس بقر(حلوب وغير حلوب) وقد انخفض هذا العدد في عام 2012 إلى /39637/ رأس بقر (حلوب وغير حلوب) وفي السنوات الثلاث الماضية إنخفض هذا الرق بنسبة تصل إلى 80% .
إن “نظام الأسد” دمر هذه الثروات وأهدرها، إما بإستهدافها بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، والواقع الذي تعيشه البلاد أثر على الثروة الحيوانية من خلال انخفاض أعدادها وإنتاجيتها بسبب فقدان أو انخفاض في كميات الأعلاف وإرتفاع ثمنها وقلتها وصعوبة وصولها إلى المربي، إضافة إلى غلاء الأدوية البيطرية وأيضاً تقييد حركة القطعان وصعوبة الحصول على العقاقير البيطرية، ومع هذا كله إستهداف النظام بشكل مباشر للأرياف السورية التي تشتهر بتربية الحيوانات أدى لمقتل الكثير منها، وخاصة في غوطة دمشق عند إستهدافها عدة مرات بالغازات السامة أدى لموت الكثير من الأبقار والماعز بشكل خاص، هذا ماجعل الثروة الحيوانية في خطر يصعب تداركه.
وقد تم تسجيل انخفاض في اعداد القطيع، حيث اضطر المربي نتيجة الأزمة الراهنة إلى تخفيض عدد رؤوس القطيع بنسبة تجاوزت 60% إما لنقله من مكان لأخر ومن محافظة لأخرى هربا من الأحداث الجارية، أو نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف التي يشتريها من السوق.
“جاسم” أحد مربي الأغنام والماعز في ريف حماة الشمالي وقد نزح مع قطيعه إلى أحد الجبال بريف إدلب الجنوبي، وقد أفاد بقوله: قبل عام 2011 كان لدي قطيع كبير يتجاوز عدد الأغنام 700 رأس ومن الماعز 120 رأس، أما اليوم فقد إضطررت لتخفيض أعداد القطيع لكي أستطيع تأمين حاجته من الأعلاف، وقد أصبح القطيع عبئ عليّ حيث بقي لدي 150 رأس من الغنم ومن الماعز 27 رأس، هذا بسبب غلاء الأعلاف وعدم توفرها إضافة إلى إرتفاع أسعار الأدوية البيطرية، وقلة المراعي حيث لانستطيع التحرك والتنقل من مكان إلى آخر بسب المعارك والإشتباكات، وأيضاً بسبب قطع أوصال البلد، فمثلا قبل عام 2011 كنا ننزل بالقطيع إلى منطقة الغاب بريف حماة، في موسم القطن للرعي بعد جني المحصول، أما اليوم لا أستطيع أن أغادر هذ الجبل.
“أبوكريمة” لديه مزرعة أبقار بريف إدلب الجنوبي، حدثنا قائلاً: لقد أصبحت تربية الأبقار مكلفة للغاية حيث وصل ثمن شوال العلف 50كغ إلى 3800 ليرة سورية والبقرة الواحدة تستهلك هذالكمية خلال أربعة أيام، أي تحتاج بالشهر الوحد إلى 27000 ليرة سورية تقريباً من الأعلاف فقط، ناهيك عن الأدوية البيطرية وعن اللقاحات التي إرتفع سعرها إلى 200%. وأضاف أيضاً: هناك إرتفاع جنوني بثمن الأبقار حيث وصل سعر البقرة الواحدة من السلالة الجيدة إلى 400 ألف ليرة سورية تقريباً، وإذا مرضت إحدى الأبقار وأصبحت بخطر نبيعها 200 ألف أي بنصف ثمنها، خوفاً من أنها قد تموت.
وفي عام 2013 دمر النظام مزرعة أبقار بريف إدلب الجنوبي مما أدى لموت خمس بقرات، وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها النظام الثروة الحيوانية، والمعروف أن الريف السوري عموماً يعمل بتربية الأغنام والماعز والأبقار، وأثناء إستهداف المنازل من قبل طيران وصواريخ وبراميل النظام، غالباً ماتتضرر تلك الحيوانات وتصاب فيقوم المربي بذبحها إن لحقها قبل أن تموت. “نظام الأسد” دمر الحجر والبقر والبشر لم يسلم منه أحد.