تُوصف الثقافة بأنها مجموعة قيم وآداب وتقاليد وأهداف يكتسبها الفرد خلال بيئته المحيطة وسط عوامل متعددة تزيدها أو تقللها، تقود بها للمستويات العليا المؤثرة والفاعلة، أو العكس.
كما وتساهم الثقافة في بناء المجتمع على شكل مستمر ومتماسك، وتنوع هذه الثقافة
يؤدي إلى فوائد عامة على كل فئات المجتمع، بما فيهم الأطفال.
لكن هناك أمر أساسي لا يمكن أن نبني تنوعا ثقافيا بدونه، وهو التنوع اللغوي، خصوصا لدى الأطفال، هذا التعدد والتنوع يساعد بشكل رئيسي في التعدد والتنوع الثقافي لديهم، لكن بدون أن يؤدي هذا التنوع اللغوي إلى فقدان اللغة الأم عندهم.
يعرف ابن جني رحمه الله اللغة بأنها عبارة عن الأصوات التي يعبر عنها كل قوم عن أغراضهم فالإنسان بطبيعته يندمج في المجتمع الإنساني وضعفه عن الكلام والتعبير يعتبر انعزالا له وخروجا عقليا وحسيا عن الوسط المحيط به.
و يعتبر التعليم المبكر عند الأطفال الأكثر فعالية في توجيه القدرات عندهم واستخدام المهارات وتفعيلها للتواصل والتفاعل مع ما يحيط بهم، فعلماء النفس يؤكدون أن السنوات الخمس الأولى لها أهمية خاصة عند الأطفال في اكتساب اللغة والتعليم، وهذا يخضع لأمرين:
نضوج بيولوجي وتنوع المصادر بالإضافة للذكاء والصحة النفسية والجسمية ، كما يلعب جنس الطفل دورا مهما، من حيث كون الطفل ذكرا أم أنثى، وهل يرغب الطفل في التواصل أم لا.
الأمر الثاني هو البيئة وفعاليتها وتأثيرها متمثلة بالأفراد، كالوالدين مثلا، ورغبتهم في تعزيز دور الطفل وفعاليته وإعطائه مساحة واسعة من حرية التفكير والكلام والحركة وأساليب معاملة جيدة ترفع من ثقته بنفسه وتعزز دوره وتشعره بالأهمية والتقدير .
فاللغة لا تقتصر فقط على الكتابة والكلام، بل تتضمن إشارات وتعبيرات وجه وإيماءات وكتابة وكلام، وفن وموسيقى ورسم ومسرح وشعر وغير ذلك أيضا.
توجد اللغة عبر مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ المتضمنة منطقة بروكا حيث الأصوات وفورنيكي حيث المعاني والتعبيرات، وعلى هذا فالملكة اللغوية من ميزات الإدراك اللغوي عند الانسان ويمكنه انتاج جملا عديدة جديدة.
يقول العالم غاردنر(Gradener)، إن كل إنسان يولد بموهبة وطاقات وتجعله قادرا على تحقيق أي هدف، وأن لديه مواهب منطقية وشعرية ورياضية ومعرفية ولسانية وموسيقية فطرية.
وعلى هذا لدى كل فرد مواهب وطاقات منذ طفولته، لا أحد يخلو منها. ولكن
يبقى الدور الأكبر في رعايتها وتنميتها.
محمد إسماعيل/ المركز الصحفي السوري