“ليس موقعاً من مواقع التواصل الاجتماعي وحسب، بل بات مصدراً لرزقي وعملي الخاص، حالي كحال الكثيرين ممن تقطعت بهم السبل ووجدوا في صناعة المحتوى عبر منصة “تيك توك” باباً جديداً للعمل، باعتباره من المنصات واسعة الشّهرة التي تحتوي على ملايين المشتركين”
يمضي حسام معظم وقته منذ سنة وإلى اليوم في العمل على إنشاء مقاطع يومية لبثّها عبر تطبيق تيك توك ومشاركتها مع متابعيه ليكسب شهرة لا بأس بها وعلاقات جيّدة ساعدته في أن يجعل من التطبيق مصدر رزقه عن طريق البث المباشر الذي يقوم به بشكل شبه يومي ويحصل على الهدايا من المتابعين.
يقول حسام أنّه تعرّض للكثير من الانتقادات في مجتمعه المحيط بداية دخوله إلى التطبيق، لكنّه تجاوز تلك الانتقادات مع الوقت وبات أمراً لا يلق له بالاً “كانت بدايتي صعبة، تعرّضت للكثير من الضّغوطات النّفسية والانتقادات من عائلتي، ووصلت إلى حالة مذرية كادت أن تدفعني لحذف حسابي على التطبيق، لكنني أصررت على المتابعة ومواصلة المسير”
يعتبر حسام التطبيق مصدراً للرزق والشهرة، وذلك لعدة جوانب يحكيها بكلّ ثقة “يعتبر التيك توك باباً سريعاً وسهلاً للوصول إلى الشهرة، وذلك كونه من أكبر منصات الفيديوهات القصيرة والتي يسهل انتشار الفيديوهات فيها إلى فئة كبيرة من المجتمع حيث أن الفيديوهات تظهر للمشتركين في التطبيق من دون الاشراك بقناتي الخاصة”
“بات لدي العديد من الأصدقاء حول العالم، وعن طريق البث اليومية أخرج في تحديات مع الكثير من الناس وأتلقى بها دعماً لا بأس به عن طريق تلقي الهدايا التي أقوم بتصريفها عبر حسابي البنكي، وبالنسبة لي أشجع من يقوم بالعمل عبر مثل تلك التطبيقات لأننا بتنا في عالم افتراضي يجمع شريحة كبيرة من الناس بطرائق سهلة”
في المقابل يعتبر الأستاذ محمود مدرس اللغة الإنكليزية في إحدى مدارس ريف حلب الشمالي أنّ تطبيق التيك توك ليس إلا تطبيقاً يحتوي في غالبه على فيديوهات خادشة للحياء، وأنّه يساعد في نشر العادات السيئة ولا يعمل به إلا المراهقون ممن يبحثون عن التحرر بعيداً عن مراقبة الأهل.
ويؤكد الأستاذ محمود قائلاً “قمت بتجربة التطبيق لعدّة أيام، وجدته يحتوي على الكثير من التفاهات، أمّا الأشخاص المشهورين في التطبيق تراهم ينشرون فيديوهات ليس لها معنى أو قيمة أخلاقية ولا يحتوي في غالبه إلا على فيديوهات الرقص والغناء، عدا عن فئة قليلة تحاول إبراز مواهبها كالطبخ والرسم”
يجد الكثيرون، على خلاف الأستاذ محمود، أنّ تطبيق التيك توك يمكن أن يكون موقعاً ملائماً للنجاح بعدما بات منصة كبيرة بلغ عدد مستخدميها مليار شخص شهرياً بحسب منشور لشركة “تيك توك” عبر موقعها الرسمي في تشرين الأول من العام الفائت، وأنّه يحتوي على محتوى جيد من تعليم وقرآن وأخبار، حتى أنّه بات مقصداً لمعظم المشاهير.
بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع