اتفق مفاوضون معنيون بظاهرة تغير المناخ من أكثر من 170 دولة السبت، على البدء في الحد من غازات الاحتباس الحراري المعروفة باسم (إتش.إف.سي)، الموجودة غالباً في أجهزة مثل اجهزة تكييف الهواء والثلاجات.
ووصف الاتفاق، الملزم قانونياً، الذي تم الاتفاق عليه في العاصمة الرواندية، كيجالي بأنه أكبر نجاح في مجال البيئة منذ اتفاق باريس التاريخي للمناخ العام الماضي.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي شارك في المحادثات لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “إنها خطوة كبيرة إلى الامام. هذا سيسمح لنا بتقليص درجة حرارة الارض نصف درجة مئوية”.
وذكر ميجويل أرياس كانيت، مفوض شؤون المناخ، بالاتحاد الاوروبي “لقد اتخذنا أول خطوة ملموسة لتحقيق البيانات الصادرة عن باريس منذ كانون أول/ديسمبر الماضي”.
وتستخدم مركبات “الهيدروكلوروفلوروكربون” (إتش.إف.سي) منذ سنوات، كبديل لمركبات “الكلوروفلوروكربون” (سي.إف.سي) التي كانت توجد في السابق في بخاخات (الايروسول) بالاضافة إلى مواد العزل والتعبئة والتغليف.
وتعد مركبات “سي.إف.سي” سبباً رئيسياً لثقب الاوزون، وتم حظرها في نهاية المطاف، بموجب بروتوكول “مونتريال لعام 1987″.
واتفق المفاوضون، المجتمعون في مدينة كيجالي الرواندية، السبت على تعديل بروتوكول “مونتريال”، الذي سيحد أيضا من استخدام مركبات “إتش.إف.سي”، ذات التأثير المحدود على الاوزون، لكنها تعتبر في نفس الوقت مساهماً رئيسياً في ارتفاع درجة حرارة الارض.
ويمكن بموجب هذا التعديل تجنب ارتفاع درجة حرارة الارض بواقع نصف درجة بحلول نهاية القرن، ويمكن بناء على ذلك المساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ الصادر العام الماضي، الذي يهدف إلى إبقاء ارتفاع درجة حرارة الارض أقل من درجتين.
وتم تحديد الجداول الزمنية في مدينة كيجالي، لسحب مركبات “إتش.إف.سي” بالنسبة للدول المتقدمة والنامية.
واتفقت الدول المتقدمة على بدء سحب تلك المركبات على مراحل في عام .2019
ووفقاً للاتفاق يتم منح أكثر من مئة من الدول النامية مهلة حتى عام 2024، لتجميد استخدامها لمواد (إتش.إف.سي) ثم البدء في تقليص تدريجي لها.
واتفقت الكثير من الدول بالفعل على العمل نحو تقليص مركبات “إتش.إف.سي” التي يقول خبراء إنها تسبب ضرراً أكثر بما يتراوح ما بين مئة إلى ألف مرة من ثاني أكسيد الكربون.
ويقوم الاتفاق، الذى تم التوصل اليه في اجتماع الاطراف المشاركة في برتوكول مونتريال الذي تستضيفه الامم المتحدة في رواندا، على أساس الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي في مؤتمر عقد في دبي قبل عام.
القدس العربي