تشهد العلاقات بين أنقرة وبرلين العضوين في حلف الناتو توترا كبيرا في الفترة الأخيرة، فيما يعد أسوأ أزمة تمر بها العلاقات منذ عقود. ولكن مسؤولين ودبلوماسيين في البلدين استبعدوا أن تؤثر الأزمة الحالية في صفقات السلاح بينهما.
واشتعل الخلاف بين البلدين بعد رفض برلين السماح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإلقاء خطاب أمام الجالية التركية في ألمانيا خلال ترويجه لتغيير الدستور التركي، الأمر الذي دفع أردوغان إلى وصف تصرف ألمانيا بأنها لا علاقة لها بالديمقراطية، ولا تختلف عن التصرفات النازية. كما اتهمت أنقرة برلين بتقديم الدعم والمأوى لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. وفى الاشهر الاخيرة، رفضت تركيا السماح لمشرعين ألمان بزيارة الجنود الألمان في قاعدة إنجرليك الجوية.
وفي المقابل اتهمت برلين أنقرة بانتهاك حقوق الإنسان بعد اعتقال تركيا لصحفي ألماني من أصل تركي، واتهامه بدعم الإرهاب، كما أصدرت برلين تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى تركيا.
ونقلت مجلة ديفينس نيوز الأمريكية المتخصصة في الصناعات الدفاعية عن دبلوماسي تركي رفيع المستوى قوله “هذه أزمة مؤقتة يرغب الطرفان في حلها عاجلا. ونعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها بعد الانتخابات البرلمانية الألمانية في سبتمبر أيلول المقبل. وأضاف لا نريد نحن ولا الألمان هذا التصعيد.”
وقال دبلوماسي تركي آخر إن المحادثات بين حكومتي البلدين حول مختلف القضايا تسير على الطريق الصحيح بالرغم من الأزمة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي لا يفيد أيا من الجانبين.
كانت وزارة الاقتصاد الألمانية أعلنت في الحادي والعشرين من الشهر الماضي تجميد عدد من الطلبات المرسلة من جانب تركيا لعقد صفقات سلاح مع شركات ألمانية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة إنه تم تجميد جميع الطلبات لدراستها. وردت تركيا على التحركات الألمانية بأن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تقوم على الابتزاز والتهديد.
يذكر أن ألمانيا وافقت في عام 2016، على صادرات عسكرية إلى تركيا بقيمة 84 مليون يورو (99 مليون دولار)، منها 58 مليون يورو (68.5 مليون دولار) لمكونات الطيران العسكري. واعتبارا من 16 مارس 2017، تمت الموافقة على صادرات بقيمة 22 مليون يورو (25.9 مليون دولار أمريكي)، معظمها لمعدات من فئة القنابل والطوربيدات والصواريخ.
ترك برس