قال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر إن اتفاق السعودية وتركيا على إنشاء “مجلس تعاون إستراتيجي” لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين أملته السياسة الأميركية المتذبذبة والمترددة تجاه دعم المعارضة السورية المعتدلة ومساعدتها في التخلص من نظام بشار الأسد.
وأضاف في حلقة 30/12/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” التي تناولت التأثيرات والانعكاسات المتوقعة للتوافق السعودي التركي على ملفات وأزمات المنطقة، “نحن أمام مفترق في الملف السوري فإما مفاوضات تؤدي لحل سياسي وإما فشل هذه المفاوضات والاستمرار في الحرب، وهو ما يعني أن هذا التحالف السعودي التركي سيشكل دعما إستراتيجيا مهما للمعارضة السورية المعتدلة”.
وقال إن هناك مصالح مشتركة بين السعودية وتركيا التي ترى أن نفوذ إيران في العراق وسوريا غير مقبول وهي بحاجة لدعم السعودية، مشيرا إلى ما سماه “السفور والتمدد والعنجهية الإيرانية في ما يخص أمن الخليج واستقراره”.
وعن تأثير هذا التحالف السعودي التركي على مواقف المعارضة السورية، قال صقر إن دور هذا التحالف مهم للغاية في حال نجاح أو فشل المفاوضات بشأن الأزمة السورية، فإذا نجح الحل السياسي فهذا ما يتمناه الجميع، أما في حالة فشله فإن بإمكان السعودية وتركيا وقطر زيادة دعمها العسكري للمعارضة السورية المعتدلة وبإمكان تركيا التي تربطها علاقات بمعظم الفصائل السورية مدها ببعض أنواع الأسلحة التي تحتاجها.
وعن احتمال تدخل عسكري سعودي تركي في سوريا في حال فشل الحل السياسي، قال صقر إن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب يمكن أن يسمح بذلك، مشيرا إلى أن جدية التكتل السعودي التركي قد تدفعه لاتخاذ مواقف جيدة ضد التكتل الروسي الإيراني العراقي في سوريا.
تكتل محوري
من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس إن هذا التكتل السعودي التركي قضية محورية، وهو تكتل مصالح بامتياز بسبب الاصطفاف الإقليمي الحاد في المنطقة بين محور السعودية وتركيا وقطر ومحور روسيا وإيران والعراق في سوريا.
وأضاف أن سوريا تعتبر ملفا إستراتيجيا مهما بالنسبة لتركيا التي دخلت في مواجهة مفتوحة بعد التدخل الروسي الخطير في سوريا وحادثة إسقاط أنقرة المقاتلة الروسية.
وأوضح أن السعودية تريد من تركيا دعما مهما لها في اليمن الذي لم ينجح فيه الحسم العسكري حتى الآن، كما تريد من تركيا أن تعطيها زخما في الصراع الوجودي مع إيران، معربا عن اعتقاده بأن تركيا لن تعطي السعودية قوة الزخم الإستراتيجي التي تطلبها لأنها تنظر إلى إيران على أنها دولة محورية ولن تقطع معها شعرة معاوية.
وأوضح أن تركيا تريد كذلك إيجاد مصادر للطاقة من السعودية وقطر خاصة بعد تدهور علاقاتها مع روسيا في أعقاب تدخلها في سوريا وإسقاط المقاتلة العسكرية الروسية.
واعتبر أن مسألة مكافحة الإرهاب المتمثلة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لا تعني الكثير بالنسبة لتركيا وإنما القضية الإستراتيجية لها في سوريا هي منع الأكراد من إقامة كيان مستقل على حدودها وإسقاط نظام بشار الأسد.
ورأى أن فرص الحل السلمي في سوريا ضئيلة وأن الكلمة للميدان، مشيرا إلى أن الوضع الميداني الخطير في سوريا دفع إلى إعلان التكتل السعودي التركي خاصة وأن تركيا تخشى لعب روسيا بالورقة الكردية في سوريا.
الجزيرة