ما هو التنمر وما هو أنواعه؟ التنمر هو نوع من السلوك العدواني يقوم به شخص بإيذاء شخص آخر أو التسبب في عدم راحته متعمداً و بشكل متكرر. أنواع التنمر : 1 – التنمر اللفظي: المضايقة اللفظية و استخدام ألقاب مهينة عند النداء و السخرية و التهديد 2 – التنمر الاجتماعي: يتضمن تخريب علاقة الطفل الاجتماعية و سمعته و يشمل استبعاده من المشاركات الاجتماعية عمداً ونشر إشاعات عنه. 3 – التنمر الجسدي: ضرب و دفع الطفل و إتلاف ممتلكاته.
تأثير التنمر على الصحة : لا يقتصر تأثير التنمر على الصحة الجسدية بل يمتد ليؤثر على الصحة النفسية ويسبب مشاكل في التواصل الاجتماعي
التأثير الجسدي للتنمر معروف مثل : الكدمات و الصداع و آلام المعدة وصعوبات في النوم لكن التأثير الذي يدعونا للقلق هو التأثير النفسي و خاصة الاكتئاب الذي يدمر قدرة الطفل على رؤية نفسه بإيجابية ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس فيبدأ بتصديق ما يقوله المتنمر و تراوده أفكار عن أنه ضعيف ، قبيح و عديم الفائدة فيبدأ في الشعور بالعزلة والانسحاب من حياته الاجتماعية بجانب انخفاض مستواه الأكاديمي و تكرار تغيبه عن المدرسة.
مخاطر التنمر على المدى البعيد : لا تنتهي مخاطر التنمر عند توقفه فهناك دراسة جديدة أوضحت أن الأمراض الخطيرة و المعاناة في الحصول على وظيفة دائمة و سوء العلاقات الاجتماعية و التدخين ناتجة عن تعرض الشخص في صغره للتنمر.
هل التنمر يؤثر على الضحية فقط؟ قد تظن أن مخاطر التنمر تنطبق على الضحية فقط ولكن هذا غير صحيح الشخص المتنمر يتعرض إلى مخاطر أيضاً . فقد أثبتت الدراسات أن المتنمر أكثر عرضة لإظهار سلوك إجرامي و تعاطي للمخدرات في الكبر.
فالمُتنمر يستخدم عادة التنمر كأداة لإخفاء العار أو القلق أو لتعزيز احترام الذات عن طريق إهانة الآخرين، كما يعاني من اضطرابات في الشخصية وسرعة الغضب والإدمان على السلوكيات العدوانية وسوء فهم أفعال الآخرين والقلق بشأن الحفاظ على صورة الذات”.
التنمر في المدارس
قد يكون المتنمرون هم أنفسهم ضحايا سابقين للتنمر. كما يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء لكنهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية للحفاظ على الأصدقاء بشكل فعال، فيلجأون إلى أساليب الترهيب والعنف التي تصنع لهم هالة وقوة يهابُها الأطفال الآخرين ويمكن أن يكون التنمر ناتجاً من المعلمين والمدرسة بحدّ ذاتها. فالقطاع التربوي يستخدم أحياناً الإساءة والسخرية والعنف بوجه الطلاب، بالإضافة إلى النظام المدرسي القاسي الذي يعتمد القمع والقوة”.
كيفية التعامل مع ظاهرة التنمر؟
يجب التعامل مع هذه الظاهرة بجدية ووعي, ففي النهاية نحن نتحدث عن أطفال ومراهقين ما زالوا في مرحلة بناء شخصية وهوية ذاتية، والاستخفاف بهذه الظاهرة يؤدي بالمتنمر إلى شخصية معادية للمجتمع وتقوده إلى الإجرام. كما توصل الضحية إلى الإنعزال وربما الانتحار.
فعلى صعيد المدرسة: من المهم أن يكون قانون المدرسة عادلاً ومحقاً يأخذ حق الضحية ويُعاقب المتنمر. ويمكن أن تُدخل في برامجها دورات توعية وقائية…
على الصعيد العائلي:كلما كان هناك دفء وأمان وتنمية نفسية في العائلة كلما كان الطفل بعيداً عن اللجوء إلى التنمر.
على الصعيد النفسي: الضحية والمتنمر يحتاجان لعلاج نفسي حيث يعمل مع الضحية على المواجهة وتعزيز ثقته بنفسه أما بالنسبة إلى المتنمر فتساعده على احترام جسد الآخر وعدم التعرض النفسي والمعنوي له وبناء شخصية مسالمة يجد فيها نفسه بعيداً عن العنف وانتهاك حقوق الآخر.
مجلة الحدث_ إعداد: رنيم عبد الحق