وذكرت مصادر ميدانية محسوبة على قوات النظام، أن الضربات الجوية “تركزت في مناطق الموحسن وبقرص فوقاني وبقرص تحتاني والبوليل”، وتقع جميعها غرب النهر، جنوب مدينة دير الزور، وشمال مدينة الميادين. ويُرجح أن تزحف قوات النظام والمليشيات المساندة لها نحو هذه المناطق، في الأيام القليلة المقبلة، استكمالاً للمعارك الهادفة إلى إنهاء سيطرة “داعش” في مناطق غرب النهر، وفق المصادر.
وتسعى قوات النظام، وفق سير التطورات الميدانية في دير الزور، إلى القضاء على جيوب التنظيم ومعاقله الأساسية في ريف المحافظة، قبل فتح معركة المدينة التي يحتفظ النظام بسيطرته على عدة أحياء منها، أشهرها القصور والجورة، فضلاً عن المطار العسكري وثكنات عسكرية أخرى قربه، بينما يخضع جزء المدينة الآخر لـ”داعش”، الذي يخسر معاقلَ أساسية له في ريف المحافظة. وآخر خسائره الكبيرة كانت في مدينة الميادين التي تزايدت المؤشرات، منذ إبريل/نيسان الماضي، عن نيّة التنظيم اتخاذها عاصمة غير مُعلنة له، وقد نقل بالفعل بعض مراكزه ومقراته التنظيمية إليها.
وستعمل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في الأيام القليلة المقبلة، على الزحف في اتجاهين: الأول جنوب الميادين، بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال الخاضعة لـ”داعش” عند الحدود السورية-العراقية (غرب النهر). والثاني شمال الميادين، للقضاء على جيوب التنظيم في البوليل والموحسن ومحيطها، بهدف الالتقاء مع قوات النظام السوري التي تقدمت قبل أسابيع في محيط مدينة الزور. وستُمثل خسارة البوكمال في حال بدأت معركتها قريباً، ضربة كبرى لـ”داعش” في سورية، بالتزامن مع سلسلة هزائمه في العراق، إذ تُعتبر البوكمال (المُقابلة لمدينة القائم العراقية) بعد هزيمة التنظيم في الميادين، آخر معاقله الهامة في دير الزور.
أما بالنسبة لقوات النظام، فإن التقدم في مدينة الميادين يخدمها من عدة اتجاهات. فضلاً عن الأهداف العسكرية المتمثلة في القضاء على جيوب ومعاقل “داعش” في ريف دير الزور، فإن خسارة “داعش” للميادين، بالتزامن مع انهيار آخر دفاعاته في مدينة الرقة التي كانت تحمل بُعداً رمزياً لمسلحيه، تعني تراكم الهزائم المعنوية لهؤلاء، وهو ما قد يُمهد طريقاً أسهل لقوات النظام، ومختلف القوى الأخرى، في المعارك المقبلة مع التنظيم. كما أن تقدم قوات النظام في مدينة الميادين التي خضعت لـ”داعش” منذ أكثر من ثلاث سنوات، يضعها في وضع مريح ميدانياً إذا ما اعتزمت عبور نهر الفرات من هذه الجهة، نحو ضفته الشرقية باتجاه حقل العُمر النفطي، الذي يقع على بعد 15 كيلومتراً شرق الميادين، ويعتبر من أكبر حقول النفط في سورية.
صدى الشام