زيتون – مخلص الأحمد
قبالة الفرن الموصد في معرة النعمان، وفي انتظار نضوج الخبز، يتدافع عشرات الشباب والنسوة والأطفال، محاولين أخذ أماكن متقدمة، فجأة ينفتح منفذ الفرن لتمتد الأيادي ويعلو الضجيج، وقبل أن توضع ربطات الخبز الساخنة على اللوح الخشبي، يتخاطفها المزدحمين خشية نفاذها.
يتكرر مشهد الانتظار والازدحام يومياً على نوافذ البيع بأفران المعرة، والتي لا تزال تحافظ على الخبز بجودة عالية، ما دفع باعة وموزعين البلدات والقرى المجاورة بتسوق الخبز لقراهم من هذه الأفران، وابتعادهم عن خبز أفران بلداتهم.
مدير فرن السنابل في معرة النعمان “مؤيد قبلاوي” تحدث لزيتون عن آلية توزيع الخبز على ريف المدينة قائلاً: “يتم توزيع الخبز في ريفي معرة النعمان الشرقي والغربي في بلدات وقرى معصران وبابيلا والدانا وجرجناز وسنجار وتلمنس وكفروما وكفرنبل والفطيرة، ولدينا 12 موزعاً تابعين لفرن السنابل”.
وأضاف “قبلاوي”: “يترتب على نقل الخبز لخارج المدينة تكاليف إضافية حوالي 7 ليرات سورية، ويعود السبب الرئيسي لتوزيعنا الخبز خارج المدينة إلى رغبة الأهالي فيه، بسبب جودته مقارنة بالخبز المنتج في تلك البلدات على صعيد الجودة والحجم وعدد الأرغفة والوزن”.
وأوضح “قبلاوي” أن ربطة الخبز التي تباع في مدينة معرة النعمان بـ 200 ليرة سورية، والتي تحتوي على 12 رغيفاً، تباع بذات السعر في بلدات الريف ولكن بسبعة أرغفة فقط في الربطة الواحدة لتغطية النقل والجهد”.
وعن أبرز مشاكل التوزيع في ريف المدينة قال “مهند قبلاوي” صاحب فرن النعمان والذي يوزع إنتاجه لـ 15 بلدة في ريف المعرة أن أبرز المشاكل تنحصر في خطر السرقة وتشليح سيارات نقل الخبز، لا سيما وأن نقل الخبز يتم ليلاً، ما يعرضهم لكمائن اللصوص وقطاع الطرق.
وقال مدير فرن المعرة الآلي “محمد سعيد البكور”: “هناك تعاون بين المجلس المحلي والفرن والمندوبين في المنطقة الشرقية لمعرة النعمان، حيث يتم بيع المندوبين الخبز بسعر محدد دون أن يتم التدخل من قبل الفرن الآلي أو المجلس بالسعر الذي يقوم المندوبون ببيعه، علماً أن الفرن الآلي ليس لديه موزعين خارج المدينة”.
وأرجع “البكور” سبب الإقبال على مادة الخبز من أفران المعرة إلى جودته العالية ووزنه الجيد، والذي يصل إلى 1050 غرام، مؤكدا على أن التنافس الذي يجري بين أفران المعرة بسبب كثرتها ساعد في زيادة الجودة في الإنتاج مما جلب الزيادة في الطلب.
“أحمد الشدهان” أحد أهالي بلدة معصران بريف المعرة الشرقي أكد على أن سبب تسوقه لخبز المعرة هو الجودة العالية له مقارنة مع خبز البلدة ذو السماكة وسرعة تيبسه.
“جمعة العلي” من أهالي بلدة كفروما وصف خبز المعرة بأنه أكثر جودة ووزناً متهما الأفران في بلدته بقلة الاهتمام نتيجة لغياب الرقابة عليهم، الأمر الذي عوضته المنافسة في مدينة معرة النعمان وحلت فيه مكان الرقابة.