ذكرت الصحيفة في مقال ترجمه المركز الصحفي السوري اليوم الاثنين، جاء فيه: إن رئيس الوزراء الفرنسي كان صريحاً عندما تحدث الأسبوع الماضي عن فشل الإتحاد الأوروبي في ضبط حدوده، أو حتى رد احتمالية وقوع هجمات إرهابية حيث قال: “إنها أوروبا، وليست منطقة “الشنغن” فقط، فإذا لم تتمكن أوروبا من السيطرة على حدودها فسيقع الإتحاد الأوروبي ويضيع في غياهب الشك”.
وقد أضافت الصحيفة في مقالها نقلاً عن حديث “توني بلير” حيث قال: “إذا كنت تعلم أن الإرهاب سيأتي من خلال المهاجرين، فإنك في مأزق سياسي كبير”، بالمقابل هناك من يخالف كلام “بلير” ويؤكدون أنها مسألة حياة أو موت وليست مشكلة سياسية.
وقد أشارت الصحيفة إلى تداول الصحف و مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تدمي القلب مؤخراً عن مزيد من القوارب التي غرقت قبالة الجزر اليونانية و التي راح ضحيتها 43 شخصاً من بينهم 17 طفلاً.
وقد ذكرت الصحيفة أن المهاجرين يفرون من العنف و القتال الدائر في بلادهم لكي يحافظوا على حياة أطفالهم وعائلاتهم، إلا أن قسماً يبتلعه البحر نتيجة الهجرة غير الشرعية والقيود المفروضة على المهاجرين، من ناحية أخرى سنجد العديد من الدعوات من قبل الشرفاء والعقلاء في أوروبا ينادي بفتح الحدود الأوروبية لإنقاذ حياة هؤلاء المظلومين.
من المؤكد أنها غريزة السيدة “ميركل” الإنسانية التي سمحت باستقبال مليون لاجئ العام الماضي، وتؤكد استعدادها لاستقبال مليون اخر نهاية هذا العام، الخوف ليس من كمية اللاجئين وحسب، وإنما الخوف الأكبر هو احتمالية تسلل الإرهابين من بين المهاجرين متنكرين بزي ضحايا الحرب، فلا يشعر الأوروبيون إلا وقد أصبح المتطرفون في شوارع أوروبا يعلنون دولة الخلافة في الغرب.
في البداية لم تواجه الحكومة الألمانية أية مشاكل حيال المهاجرين، لكنها بدأت الآن تشعر بالأخطار التي من الممكن أن تؤثر على مجتمعهم خاصة بعد أن شهدت مدن ألمانية عدة حوادث سرقة واعتداءات جنسية على النساء لا تتفق أصلا مع المعايير الثقافية لعامة المسلمين.
ماذا بعد ذلك؟ كلنا يعلم أن أي مجتمع لا يتسع لأكثر من ثقافة سائدة واحدة، ومن المؤكد أن قادة الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يبقوا مكتوفي الأيدي متفرجين فقط، ويقولوا أن المهاجرين سيتكيفوا مع طريقة حياتنا، فهم حتى الآن منشغلون بنوع من “بليرتي التثليث” لتجنب وضعهم أمام خيارين أحلاهما مر ألا وهما: إما أن ترفض الدول الأوروبية المهاجرين بشكل قطعي أو سيتحملوا المسؤولية عندما يروا الأعمال الإرهابية في شوارع أوروبا.
وقد أضافت الصحيفة أنه لا فائدة من إلقاء اللوم كله حيال مشكلة المهاجرين وهذا التدفق الكبير إلى غزو “بلير وبوش” للعراق، نعم هناك لوم كبير يترتب على عاتقهم، فالعراق لم يكن بلداً فاشلاً في ظل حكم “صدام حسين” ولم يكن يشكل أي تهديدا على الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، ولا حتى في الواقع كانت سوريا تشكل أي تهديد.
وقد نوهت الصحيفة أن هناك خيار ممكن اتخاذه وهو إغلاق الحدود في وجه أولئك الذين لا يرغبون في احترام القيم والثقافة التي تنبع من التراث المسيحي واليهودي، أما الخيار الأخر هو أن نعترف بكل المهاجرين الذين يصلون الحدود الأوروبية على أمل أن يتبنوا الثقافات والقيم الأوروبية .
ختمت الصحيفة المقال الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أنه من الصعب عزل المملكة المتحدة عن الأزمة التي تعاني منها حدود الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى أن “ديفيد كاميرون” يبذل ما بوسعه كي يقنع أعضاء البرلمان البريطاني أن يكفوا عن رفض السياسة التي تتبعها دول الإتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين .
اضغط للقراءة من المصدر
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ طارق الأحمد