تقول بريطانيا والولايات المتحدة أنهما على استعداد لدعم الإنزالات الجوية بهدف إنقاذ حياة السوريين الجائعين، كحل أخير بعد الموعد النهائي لنظام الأسد لوقف حصاره التكتيكي.
في 17 مايو، ساعدت بريطانيا في التوصل إلى اتفاق مع جميع البلدان ذات النفوذ في سوريا – بما في ذلك روسيا – لضمان وصول المساعدات إلى مليون شخص بحلول شهر 1 حزيران/ يونيو
ولكن بدلاً من وصول المؤن الطارئة لجميع المحتاجين، سمح نظام بشار الأسد لقوافل المساعدات بالوصول إلى اثنين فقط من المناطق الـ 49 المحاصرة من قبل قواته. كما منع النظام واحدة من تلك القوافل من حمل أي طعام.
وقال هاموند يوم الأربعاء: “في يوم انتهاء الموعد النهائي، سمح نظام الأسد بشكل ساخر بوصول كميات محدودة من المساعدات إلى داريا والمعضمية، ولكنه فشل في توفير وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ذلك الوصول الذي دعا إليه المجتمع الدولي. فبينما المساعدات عن طريق الإنزال الجوي تكون معقدة ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر، لكنها الآن الملاذ الأخير لتخفيف المعاناة الإنسانية في العديد من المناطق المحاصرة”. ودعا كلاً من إيران وروسيا وغيرهما من البلدان التي لها تأثير في سوريا “لضمان أن هذه العمليات الجوية يمكن تنفيذها بطريقة سليمة وآمنة”.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم برنامج الأغذية العالمي في خططه لمساعدات الإنزال الجوي إلى المناطق المحاصرة. كما قال “الولايات المتحدة تدعم برنامج الغذاء العالمي في المضي قدما في خطته لتنفيذ العمليات الجوية لتقديم مساعدات إضافية. فقد قدم برنامج الغذاء العالمي مقترحات إلى الولايات المتحدة على مجموعة من الأساليب التي يمكن اتخاذها؛ وناقشنا تلك الأساليب مع نظرائنا الروس”.
وأضاف: إن الولايات المتحدة كانت تحث روسيا على السماح للمساعدات بالوصول برياً أو عن طريق الإنزال الجوي إذا لزم الأمر. وإننا نحث ونتوقع من روسيا استخدام نفوذها مع النظام للوفاء “بالالتزامات التي سبق الاتفاق عليها لتسيلم المساعدات برياً، وإذا لزم الأمر، في دعم العمليات الجوية الدولية”.
ومن المتوقع أن تدعو بريطانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن في وقت لاحق هذا الأسبوع في محاولة للوفاء بذلك الوعد. وقال هيلاري بن وزير الخارجية في حكومة الظل في وقت سابق أن بريطانيا لديها “مسؤولية تقديم” الإنزالات الجوية. كما قال: “طالب وزير الخارجية بضمان تأمين هذا الوعد لتقديم المساعدات من الجو، لذلك تقع عليه الآن مسؤولية تحقيق ذلك، إن الفشل في التصرف سيضع مصداقيته ومصداقية الحكومة على المحك”.
سمح نظام الرئيس الأسد للجنة الصليب الأحمر الدولية (ICRC) بإرسال قوافل المساعدة إلى منطقتين محاصرتين من قبل قواته: داريا ومضايا. كلاهما في ضواحي دمشق وعلى بعد أميال قليلة من مستودعات الأمم المتحدة المليئة بالطعام. ففي داريا، كانت هذه أول شحنة من المساعدات منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. وسمح للقافلة بنقل الإمدادات الطبية، ولكن منعها النظام من إحضار أي طعام.
تقتات العائلات في داريا على حساء مصنوع من التوابل المغلية، ولم يرَ العديد من الأطفال الفواكه منذ فترة طويلة، و قالت سونيا خوش، رئيسة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: “الناس الذين تحدثنا إليهم في داريا أخبرونا بأن الأطفال أضحوا عظماً وجلداً، وقد أصبحوا ضعفاء ولا يقوون على الوقوف”. وقد أفاد ناشط في داريا اسمه أحمد: بأن حصار النظام لداريا “جريمة”، مضيفاً: “نحن أناس طبيعيون- لدينا الحق في الحياة”.
خلال زيارة تقييم إلى داريا في نيسان/ أبريل، وجد مسؤولو الأمم المتحدة أن الأطفال نادراً ما يلعبون خارج المنزل؛ خوفاً من براميل النظام المتفجرة. وقد تأذّى العديد منهم على مستوى الرؤية والسمع؛ وذلك بسبب عدم وجود ضوء في ملاجئ الطابق السفلي، وعلى مقربة من الانفجارات.
في المعضمية، كانت قافلة المساعدات هي المرة الأولى منذ تموز/ يوليو 2014 ، وقد وسمح النظام لها بحمل الغذاء. وقال طبيب من المعضمية للتلغراف أنه تم تسليم المساعدات ظهراً، “وربما الإغاثة تكفي لمدة شهر”.
وأظهرت صور من المستشفى الميداني الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، حيث تقلصت البطون وعيونهم في حالة عدم تركيز. وقال الطبيب أن طفل واحد قد مات جوعاً في الشهر السابق. كما قال مهند الخطيب، وهو طبيب آخر في المعضمية: “من بين ثلاثة أطفال يوجد طفل لديه سوء تغذية – فقد الكثيرون ستين في المائة من وزنهم، أخشى من إمكانية موت هؤلاء الأطفال في أي لحظة”.
لم يسمح لأي قافلة بالدخول لمضايا، وهي منطقة أخرى محاصرة من قبل النظام. حيث قال نشطاء بأن فتاة قد لاقت حتفها بسبب سوء التغذية صباح يوم الأربعاء
التلغراف: ترجمة محمود محمد العبي- السوري الجديد