المشهد الانساني:
تواصلت مظاهرات المدنيين في مدينة الرّستن لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على فقدان مادّة “الخبز” عن المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلّحة في ريف حمص الشّمالي وسط سوريا.
في السياق ذاته اكد ناشطون ان لمدينة تشهدُ فقدان شبه كلّي منذ بداية العام الجديد لمادّة الخبز، مشيراً إلى توفر طفيف “لربطات الخبز” والتي قد لاتكفي لـ 1% من أهالي الرّستن، وأسعارها باهظة الثّمن”.
من جهته قال “عمر الاسماعيل”،عضو مكتب المتابعة والتقييم في مجلس محافظة حمص، لـ “ساس نيوز”: “إنّ السبّب الأوّل لانقطاع مادّة الخبز عن مدينة الرستن هو حصار النّظام للمنطقة،” مؤكّداً أنّ “ريف حمص الشّمالي بالإضافة لمنطقة الحولة يحتاج إلى 580 ألف دولار شهرياً حتّى يتم تأمين الخبز وبيعه بـ45 ليرة للربطة بوزن 1 كغ”.
وأضاف: قام مجلس المحافظة بوضع خطّة عمل كاملة تضمّنت إحصاء الأفران والسّكان والاحتياجات والموازنة المطلوبة، وتم إطلاع رؤساء المجالس بريف حمص الشّمالي على هذه الدّراسة، ورفعت للحكومة المؤقتة وللإئتلاف الوطني، ولعددٍ لا بأس به من المنظّمات العاملة.
وكانت الحكومة المؤقتة قد أعلنت منذ شهرين عن دقها ناقوس الخطر للأمن الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، مشيرة إلى النقص الحاد في مادة القمح وطالبة من المجتمع الدولي تقديم مساعدات من هذه المادة تخزن في دول الجوار لكي يتم توزيعها على هذه المناطق، كما أن تأخر تشكل الحكومة المؤقتة الجديدة جعل الدول الداعمة توقف الدعم المقدم لها.
أكدت منظمة الصحة العالمية أن نظام الأسد لم ينفذ وعده فيمت يخص إدخال المساعدات الطبية للمناطق المحررة في حلب.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق يسارفيتش “عادة ما تحدث التأخيرات لأسباب إدارية و/أو أمنية .
وفي بيان هذا الأسبوع قالت المنظمة إن 240 ألف جرعة علاج طبي منها ومن الهلال الأحمر السوري وضعت في مخزن في الجزء الخاضع لسيطرة قوات الأسد في حلب “لتوزيعها في المناطق المستهدفة قريبا”.
و أضافت المنظمة إن الإمدادات التي قد تستخدم في العمليات الجراحية مثل المحاقن والضمادات سبق واستبعدت من قوافل عند نقاط تفتيش تديرها قوات أمنية تابعة للأسد.
وقال يسارفيتش إنه تم نقل اللقاحات والمحاقن إلى الغوطة الشرقية وهي أول “حزمة كاملة” تصل لتلك المنطقة من المنظمة منذ أكثر من عامين. ولم تصدر المنظمة أي تحديث بشأن المعضمية.
وقال اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية المؤلف من أطباء سوريين إن أمراض الكوليرا والتيفود والجرب والسل تنتشر بين 360 ألف شخص في المنطقة المحررة في حلب بسبب نقص العلاج واللقاحات. وعزل الجيش السوري المنطقة من ثلاث جهات.
هذا و كانت المنظمة في 22 ديسمبر كانون الأول قالت إنها حصلت على وعد بالسماح لها بتوصيل المساعدات إلى المناطق المحررة و التي كانت المنظمة تخطط لتوصيلها خلال ذلك الأسبوع – وكذلك منطقتي المعضمية في دمشق والغوطة الشرقية على مشارف العاصمة.
وفي سياق اخر أصدرت قيادة الفرقة 16 العاملة في حلب وريفها اليوم بيانا نشرته على مواقع التواصل الإجتماعي أعربت فيه عن إستعدادها لتقديم المساعدات المادية والعينية لأبناء المخيمات السورية، الذين بلا مأوى ولا أدنى مقومات الحياة بسبب العاصفة “هدى” أو “زينة” التي ضربت البلاد، حيث أضاف البيان أن الفرقة مستعدة لتأمين السكن في منطقة السكن الشبابي، ونقل النازحين من المخيمات إلى السكن الشبابي، وتأمين متطلبات العيش قدر الإمكان من طعام وماء وغيرهما.
من جهته ناشد “أحمد طعمة” ،رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الدول العربية والمجتمع الدولي للتدخل السريع لـ” إغاثة النازحين واللاجئين السوريين في المخيمات من البرد والعواصف التي حصدت أرواح 10 سوريين حتى الآن، على حد وصفه .
وأوضح طعمة في مؤتمر صحفي مشترك مع ” سهير أتاسي” ، رئيسة وحدة التنسيق والدعم في الائتلاف،عُقد في إسطنبول اليوم : ” أن واقع اللاجئين في المخيمات غير قابل للانتظار ولابدّ من معالجته وبالضرورة القصوى للحول من كارثة إنسانية”.
فيما خاطب” باسم الأطفال الضحايا، ضمير المجتمع الدولي وضمائر الأشقاء العرب، لإنقاذ أرواح السوريين، و أن يكونوا عوناً لهم”، معتبراً أن “معاناة الأطفال السوريين الذين يواجهون ظروف طبيعية صعبة، ماهو إلا اختبار للقيم الإنسانية” مؤكداُ على أنه “لا سبيل اليوم لاختراع الذرائع”.
ففي لبنان افاد ناشطون أنّ حواجز الجيش اللبناني مازالت تمنع قرابة 400 عائلة سوريّة في مخيّمي “وادي حميد” و”شبيب” في جرود بلدة عرسال من الدّخول إلى البلدة، مشيراً إلى وضع مأساوي يعانون منه بسبب انقطاع جميع الطّرق المؤديّة إليهم، فيما توفيت الطفلة الرضيعة”سلام برغل” البالغة شهرين من العمر نتيجة البرد .
وفي السياق نفسه أكّد رئيس هيئة العلماء السوريين في لبنان “عبد الرّحمن عكاري” في اتصال مع ساس نيوز: عدم قيام أيّ جمعيّة إغاثيّة بالعمل بشكل جدّي لإيصال مساعدات إلى اللاجئين السّورييّن سواء في عرسال وجرودها أم في مناطق :” وادي خالد، الضنيّة،عكار، فنيدق”، وغيرها.
هذا وقد حذّر”ائتلاف الجمعيّات الخيريّة” في منطقة عكّار اللبنانيّة في بيان له مساء أمس من خطورة العواصف على سلامة اللاجئين والنازحين السوريين وخصوصا المقيمين في المناطق الجبلية.
وأعرب عن قلقه حيال هؤلاء النازحين في ظل الظروف التي يعيشونها، كما ناشد المنظمات الإغاثيّة بضرورة الاستجابة السريعة لاحتياجات اللاجئين في هذه الظروف الصعبة.
الى ذلك اعلنت وزارة الهجرة الكندية، قرارها باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري وثلاثة آلاف لاجئ عراقي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، استجابة لطلب المساعدة من الأمم المتحدة.
هذا وقد قال وزير الهجرة الكندي، “كريس إلكسندر” لا نقوم بذلك فقط لأننا قادرون عليه بل لأن القيام بهذا الأمر سليم وجيد.
من جهتها رحّبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بقرار كندا ، وفي الشان ذاته قال أدريان أدواردز، المتحدث باسم المفوضية: “نعتقد أنه من المهم للغاية أن تتقدم الدول بعروض إعادة التوطين؛ لأن الناس بحاجة إلى ذلك، ولأهمية أن تجد الدول المجاورة لسوريا دعمًا للوضع الذي يواجهونه؛ حيث إن الضغوط على طلبات اللجوء هائلة؛ لذا من المهم وجود سبل لمساعدة الناس الذين يفرون بحياتهم من الصراعات”.
وفي سويسرا دعت 27 منظمة مدنية ، عبر رسالة مفتوحة نشرتها منظمة “سوليداريتي سانس فرونتيرس”، الحكومةَ لاستقبال نحو 100 ألف لاجئ سوري.
وأوضحت الرسالةُ ضرورةَ تقديم الحكومة مساعدات أكبر للاجئين السوريين، الذي أُجبروا على ترك بلادهم والفرار منها بسبب المعارك والكوارث التي أصابت سوريا.