ريم أحمد
استهل الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا السبت زيارته لدمشق بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اطار جهوده لإعطاء دفع لمبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب الشمالية.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المعلم استقبل دي ميستورا والوفد الذي يرافقه “وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة تجميد (المعارك) في مدينة حلب وتم الاتفاق على إرسال بعثة من مكتبه بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع فيها”.
من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد الخوجة أن موقف الائتلاف تجاه مبادرة دي ميستورا يتلخص بإصراره على أن يشمل تجميد القتال مناطق سورية عدة بالإضافة إلى مدينة حلب. وعلى هامش اجتماع ممثلي مدينة حلب من سياسيين وعسكريين وقوى ثورية في مدينة كلس التركية، قال الخوجة في تصريح له، إنه أبلغ دي مستورا في لقائه الأخير مع رئاسة وأعضاء الائتلاف أن تجميد القتال يجب أن يشمل مناطق أخرى بالإضافة الى حلب كغوطة دمشق مثلاً التي تعاني من الحصار منذ أكثر من سنتين بالإضافة إلى القصف الذي لم يتوقف حتى أثناء وجود دي ميستورا في دمشق.
ولفت إلى أن المبادرة الحالية تشمل فقط أجزاء من مدينة حلب كحيي صلاح الدين وجزء من حي سيف الدولة وليس جميع مناطق حلب، وتابع “يبدو أن دي مستورا يريد أن يبدأ بتطبيق مبادرته من المناطق الساخنة بين الجيش الحر وقوات النظام”.
كما أكد الخوجة أن مبادرة المبعوث الأممي وخطة تجميد القتال في حلب تختلف عن مطالب الائتلاف في توفير منطقة آمنة لحماية المدنيين في شمال سوريا. وأشار إلى أن النظام سيسقط في اختبار تجميد القتال كما سقط في الاختبارات السابقة، ولا سيما في الهدنات التي عقدها مع الثوار بدمشق وحمص.
من جهته أكد عضو الائتلاف سمير نشار، أن جميع القوى العسكرية والسياسية يريدون وقف القتل الهمجي بحق الشعب السوري من قبل النظام السوري، ولفت إلى أن مطالب القوى السياسية والعسكرية في حلب بتوسيع مبادرة دي ميستورا لتشمل مناطق سورية عدة بالإضافة لمدينة حلب إنما تعكس موقفاً وطنياً يعبر عن وحدة القوى السياسية والعسكرية حول الحل السياسي في سوريا.
وأشار إلى أن النظام لم يلتزم يوماً بأية مبادرة لإنهاء معاناة السوريين، وتابع “لو كان لديه نية للحل لتوقف عن قصف المدنيين والمناطق السورية ولاسيما مدينة حلب التي استخدم البراميل المتفجرة بكثافة في قصفها”. وأضاف أن المنظمات المتطرفة غير موجودة في مدينة حلب كما يدعي النظام ومع ذلك حلب تدمر وسط سكوت المجتمع الدولي. وقال نشار إن “ثوار حلب يتعاملون بإيجابية مع كل المبادرات، لكن على المجتمع الدولي اختبار مصداقية بشار الأسد لأن الشعب السوري اختبر النظام ولديه قناعة أن الذي ارتكب كل هذه الجرائم لا يمكن أن يكون صادقاً في أي حل سياسي لأنه لا يملك غير لغة الحرب”.
في سياق اخر، أكد أحد البرلمانيين الفرنسيين العائدين إلى فرنسا أنه بعد زيارتهم لبشار الأسد ” لا حل سياسياً في سوريا من دون الأسد وأن سقوط الأسد يعني انهيار سوريا وتفتتها وحرباً بلا نهاية” وأن الخطر الأكبر سيواجه لبنان “الذي سيمحى عن الخريطة”.
وشدد على أنه بعد ظهور تنظيم الدولة الاسلامية والخطر الذي يشكله على الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، لم يعد سقوط نظام الأسد أولوية “بل مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية”.
وأشار البرلمانيون أن لقاءات عديدة شارك فيها نواب اشتراكيون ومعارضون جرت مع وزير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” لإبلاغه أن الاستمرار في القطيعة مع دمشق هو خطأ جسيم.
وكان الرئيس الفرنسي قد استنكر في وقت سابق رئيس الوزراء الفرنسي “مانويل فالس” زيارة البرلمانيين الفرنسيين لبشار الأسد قائلا :” أريد التنديد بشدة بهذه المبادرة.. أن يقوم برلمانيون دون أي إنذار بلقاء جزار هذا خطأ جسيم”. مضيفا :” إنها بادرة لا تشرفنا وخطأ جسيم ويجب عليهم أن يتحملوا عواقبه”.
وتجدر الإشارة إلى رغبة بعض الدول الأوروبية التي سحبت سفراءها من سوريا، بإجراء اتصالات مع نظام دمشق ضمن الإطار الأوربي، ولكن بريطانيا وفرنسا تعارضان بشدة، وتقولان بأن الأسد فقد كل شرعيته، ما يجعل تغيير موقف الاتحاد الأوروبي غير وارد في الوقت الحالي.
هذا و رحب خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأحد، بموقف باريس “النموذجي” حول سوريا، وأكد مجددا أن أي حل للنزاع يمر “حتما” برحيل نظام بشار الأسد.
وقال خوجة في رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس، إن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يرحب بحرارة بالموقف الحازم الذي عبرت عنه فرنسا تجاه قضية الشعب السوري وتطلعه إلى دولة مدنية ديموقراطية”.
وبعد أن أشار إلى أن هذا التطلع يحتم رحيل نظام بشار الأسد، قال إن “موقف فرنسا كان نموذجيا على الدوام، وبلدكم وقف باستمرار إلى جانب الشعب السوري في وجه أي محاولة لإعادة تأهيل النظام القائم في دمشق تحت ذرائع واهية”.
وبالعودة لخطة المبعوث الاممي دي ميستورا، فقد رفضت القوى العسكرية والسياسية المعارضة في محافظة حلب خطته ، معتبرة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل بشار الأسد.
وقال بيان صادر عن “هيئة قوى الثورة في حلب” التي تضم ممثلين عن المجموعات المقاتلة في محافظة حلب وعن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن فعاليات المحافظة “نعلن رفض اللقاء مع السيد ستافان دي ميستورا إلا على ارضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم”.
وطالب بيان القوى المعارضة بأن تشمل الخطة كل المناطق السورية.
قال الملك الأردني عبد الله الثاني ، أن الموقف من بشار الأسد في قضية محاربة تنظيم الدولة الاسلامية هو جزء من الحيرة التي لمسها لدى المجتمع الدولي. أي وفق قوله “كيفية التعامل مع سوريا” لأن في هذه اللحظة هناك قضيتان: “مسألة التعامل مع النظام، ومسألة التعامل مع الدولة الاسلامية”.
و أضاف الملك الأردني ، “نحن في الأردن طالما آمنا بأنه يجب أن يكون هناك حل سياسي لسوريا. إلا أن قضية الدولة الاسلامية تتقدم المشهد الآن” ، لافتاً إلى أنه بناء على ذلك “فإننا في وضع نسعى فيه إلى تحقيق هدفين في آن واحد، وهو أمر يجب أن يقرر المجتمع الدولي كيفية التعامل معه”.
و أردف عبدالله فيما يتعلق بالشأن السوري :”نحن نؤمن بوجوب التوصل إلى حل سياسي يجمع القوى المعتدلة والنظام على طاولة واحدة لأن هناك مشكلة أكبر يواجهانها. ولكن كيفية تحقيق ذلك غير واضحة للآن”. و أردف ” فإن التحالف العربي الإسلامي الغربي، إن جاز التعبير، يمكنه العمل ضد الدولة الاسلامية في سوريا إلى حد معيّن، إلا أنه على السوريين أنفسهم في نهاية المطاف حسم الأمر، خصوصا عندما نصل مرحلة المواجهة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية، وهي الرقة في الشمال”.
هذا و تسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعوة رسمية من دولة الكويت للمشاركة في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم أبناء الشعب السوري المقرر بالكويت نهاية الشهر الجاري، قام بتسليم الدعوة الدكتور عبد الله معتوق مستشار الديوان الأميري الكويتي خلال لقائه والأمين العام للجامعة اليوم بمقر الأمانة العامة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، وأكد العربي أهمية هذا المؤتمر، مشددا على حرص الجامعة على إيجاد حل سريع وعاجل لرفع المعاناة الإنسانية عن النازحين واللاجئين السوريين الذين يقدرون بالملايين، مرحباً بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعقد للمرة الثالثة تحت رعاية أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.