المركز الصحفي السوري: ريم أحمد.
عقد مجلس الأمن جلسة؛ لبحث مشكلة اللاجئين السوريين التي وصفها مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس بأنها أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم ، وأن أزمة اللاجئين السوريين تجاوزت كل القدرات.
هذه الجلسة التي خصصت لبحث الأوضاع الإنسانية في سوريا، و بحث مدى تطبيق القرار الدولي بشأن تلك الأوضاع، مع اتفاق الجميع على أن انتقاد نظام الأسد لاستخدامه البراميل المتفجرة في قصف مناطق المدنيين.
وحذر غوتيريس من أن أزمة اللاجئين تصل إلى مرحلة حرجة، موضحا أن مطالب المساعدات الإنسانية ما زالت تواجه عجزا ماليا وتكافح دول الجوار لمواكبة تدفق اللاجئين.
وأشار المفوض الأممي إلى أن السوريين شكلوا العام الماضي ثلث ما يقرب من 220 ألف لاجئ وصلوا أوروبا عن طريق البحر، وأكد أن الإحصاءات منذ بداية هذا العام تشير إلى غرق شخص من كل عشرين لاجئا.
من جانبها، دعت كيونغ واكانغ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مجلس الأمن، إلى بذل كل ما بوسعه لتحسين الوضع الإنساني بما في ذلك ضمان الوصول إلى المناطق المحاصرة.
في حين قال المندوب التركي خالد جفيك إن بلاده أنفقت ما يقرب من ستة مليارات دولار على اللاجئين السوريين الذي يصل عددهم إلى 1.6 مليون سوري.
وأكد أن السلطات التركية ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، مضيفا أنه “الدعم المادي الذي تلقته تركيا من المجتمع الدولي هو ثلاثمائة مليون دولار فقط” داعيا الدول المانحة إلى ما وصفه بإسهامات صادقة لدول الجوار السوري التي تحتضن لاجئين سوريين.
أما بالنسبة للهجرة الغير شرعية، تمكن خفر السواحل التركية، من انقاذ حياة 102 مهاجراً غير شرعي، قبالة سواحل ولايتي “موغلا”، و”أيدين” التركيتين، في بحر إيغه، خلال اليومين الماضيين.
وقالت وكالة الأناضول أن ولاية موغلا أصدرت بياناً، ، أوضحت فيه أن خفر السواحل، أنقذ 102 مهاجرا غير شرعي، في الفترة من 24 – 26 شباط/فبراير الجاري، يحملون الجنسيات، السورية، والكونغولية، والمالية، والصومالية، التوغولية، كانوا يستقلون قوارباً، قبالة سواحل موغلا وأيدين.
كما أوضح البيان، أن خفر السواحل التركية العاملة في بحر إيغه، أنقذ خلال 43 عملية نفذتها خلال العام 2015، ألفا و 49 مهاجرا غير شرعي، وألقى القبض على 6 مهربين.
فاد مندوب تركيا الدّائم لدى هيئة الأمم المتحدة “خالد جيفيك” أنّ تكاليف استيعاب السوريّين ضمن الأراضي التركية كلّفت الحكومة التركية مبلغاً يقارب 6 مليارات دولار منذ بدء نزوحهم إلى الآن، وذلك خلال كلمةٍ ألقاها في جلسة بمجلس الأمن مخصّصة للنّظر في القضية السورية والتي سرد فيها أنشطة الدّولة التركية بخصوص المساعدات المُقدّمة إلى النّازحين داخل أراضيها.
وشدّد جيفيك خلال خطابه على ضرورة مشاركة المجتمع الدّولي في نفقات اللاجئين السوريّين وتحمّل جزء من المسؤولية، وإيواء قسم من هؤلاء النّازحين داخل أراضيهم للتّخفيف عن الحكومة التركية.
وأكّد جيفيك في هذا الصّدد أنّ الحكومة التركية اتّبعت سياسة الباب المفتوحة بشأن اللاجئين ولم تغلق أبوابها أمام موجة النّزوح الكبيرة التي أتت من سوريا والعراق، حيث أوضح بأنّ عدد اللاجئين السوريّين تجاوز المليون و600 ألف حسب الإحصاءات الرّسمية الأخيرة التي أعلنت عنها السّلطات التركية.
وانتقد جيفيك المجتمع الدّولي فيما يخصّ مسألة تقديم المساعدات للاجئين السوريّين، مُشيراً إلى أنّ الأطراف التي وعدت بتقديم المساعدات، تخاذلت ولم تفي بوعودها تجاه السوريّين، وأنّ هذه الجهات لم تُنفّذ قرارات مجلس الأمن في هذا الخصوص.
كما طالب جيفيك المجتمع الدّولي بمساندة دول الجوار السوري وتقديم المزيد من الدّعم المادّي والإغاثي لهم من أجل تأمين احتياجات النّازحين، مؤكّداً في الوقت ذاته على أنّ الحكومة التركية ستواصل تقديم كافّة أنواع المساعدات للاجئين الذين نزحوا إلى أراضيها أو الذين بقوا داخل الأراضي السورية.
بدوره، قال مسؤول بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي أمس الخميس إن أزمة اللاجئين السوريين وصلت إلى مرحلة حرجة حيث ان مطالب المساعدات الإنسانية ما زالت تواجه عجزا ماليا وتكافح دول الجوار لمواكبة تدفق اللاجئين. وقال أنطونيو جوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن المجتمع الدولي يحتاج إلى تعزيز جهوده لمساعدة اللاجئين السوريين ، محذرا من أن “طبيعة أزمة اللاجئين متغيرة”. وقال جوتيريس: “بينما يرتفع مستوى اليأس وتتراجع مساحة الحماية المتاحة، فنحن نقترب من نقطة تحول خطيرة”. وأوضح جوتيريس أنه في الوقت الذى تكافح فيه دول الجوار من أجل استيعاب تدفق 3.8 مليون لاجئ، يحاول العديد من السوريين التوجه إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.