ريم أحمد
لا يزال شريان الحياة لمعضمية الشام مغلق منذ 15 يوماً، إذ تستمر قوات النظام بإغلاق المعبر الوحيد المؤدي إلى المدينة، مانعة دخول أي من المواد الغذائية والدوائية، لتزيد من معاناة أطفالها ونسائها وشيوخها الذين يقدر عددهم بـ50 ألفا.
وتشرف على المدخل الوحيد المؤدي لمعضمية الشام 4 حواجز وعشرات العناصر من المليشيات التي باتت تستعين بالنساء للإشراف على عمليات التفتيش، فلا يسمح للمدنيين بالخروج والدخول، إلا من كان موظفاً أو طالباً، لكن في المقابل يمنع أي شخص خلال عودته إلى المدينة من إدخال أي مواد غذائية، خاصة إن كان يحمل معه الخبز.
من جهة أخرى تعايش السكان مع غياب الكهرباء لثلاث سنوات حتى الآن وبشكل تام، بسبب تدمير محولات الطاقة المغذية للمدينة بآلة الحرب، ما جعلهم يبتكرون بعضاً من الوسائل البدائية لإنارة حياتهم، ولو بشكل مؤقت، بانتظار يوم يتخلصون فيه من الحصار.
أكد كريس بولت من المجلس الأوروبي للهجرة واللاجئين أنه من الأجدر أن تجد حلا سياسيا للأزمة السورية ، بغية وضع حد لأزمة الهجرة السرية “الغير شرعية” التي باتت الشبح الذي يهدد أوربا ، مع وصول حوالي 200 الف سوري إلى أولابا منذ بداية الأزمة.
ويرى بولت ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أنه من الأجدر بأوروبا أن تجد حلا سياسيا للأزمة السورية. و أضاف قائلاً: “لن نتوصل إلى هذا الحل في ليلة وضحاها، وإذا لم نعمل سويا على حلها فإنه ليس من الضروري العمل على صياغة قوانين جديدة. لهذا يتعين علينا وبشكل عاجل خلق طرق شرعية لقبول هؤلاء اللاجئين”.
و حذر بولت أن “أوروبا تواجه أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في المنطقة. فبلد مثل لبنان استقبل على أراضيه حوالي مليون لاجئ سوري وتركيا حوالي مليون ونصف مليون لاجئ” .
لكن كريس بولت نتقد توجه الاتحاد الأوروبي الجديد بالقول: “إن إعلان الحرب على مهربي المهاجرين دون فتح طرق شرعية للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي هي بمثابة حرب خاسرة. على الاتحاد الأوروبي أن يترك المهربين على حدة ويهتم بمعالجة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة. إذ أنه ليس هناك طرق شرعية تمكن اللاجئين من الوصول إلى أوروبا.”
ويرى المفوض المسؤول عن الشؤون الداخلية ديمتريس أفراموبولوس ، وفق تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أن “ما يحصل اليوم على السواحل الليبية هو دليل على أننا مازلنا نواجه تحديات كبيرة للقضاء على هذه الظاهرة (أي الهجرة السرية)”. وبالنسبة إليه فإن الوقت قد حان لأوروبا لتبني استراتيجية جديدة وطويلة الأمد لمكافحة تهريب المهاجرين. بيد أن هذه الاستراتيجية تستدعي إشراك دول جنوب الحوض المتوسط في هذه العملية، لأن بعضها كما يقول ” تتحمل السبب في تدفق المهاجرين على أوروبا”ّ.
وقد اجتمع مسؤولون من دول عربية ودول الاتحاد الأوروبي في إيطاليا الشهر الماضي لمناقشة سبل الحد من تفاقم توافد قوارب المهاجرين، وهذا اللقاء يحصل للمرة الأولى على حد تعبير أفراموبولوس، الذي سيقوم في الأسابيع القادمة بزيارة هذه الدول لمزيد التنسيق الأمني معها.
وحسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن حوالي 200 ألف سوري قدموا طلبات لجوء لدى إحدى دول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأربع الأخيرة. ويضيف قائلا: “لبنان وتركيا بحاجة إلى تضامن أكبر من أوروبا وذلك عبر إقامة مخيمات للاجئين هناك، واستقبال أكثرهم عرضة للخطر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.”
بدورها، دعت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري أموس الى استمرار الدعم الدولي للبنان من أجل المساعدة في المحافظة على استقراره ، بعد حالة النزوح الكبيرة جراء الأزمة السورية.
أموس التي أنهت زيارتها إلى لبنان ، و التي أجرت خلالها لقاءات مع رئيس الحكومة تمام سلام ، و وزيري الشؤون الاجتماعية والصحة ،و عاملي الإغاثة على الأرض خلال زيارة ميدانية الى جبل لبنان والجنوب ، إضافة إلى زيارة بعض المشاريع التي تعود بالمنفعة على اللبنانيين والسوريين.
و أكدت خلال لقاءاتها وزيارتها على التزام الأمم المتحدة بدعم استقرار لبنان من خلال زيادة المساعدات الدولية للبلاد وتنفيذ خطة لبنان للاستجابة للأزمة التي تجمع ما بين المساعدات الإنسانية والدعم التنموي المتوسط الأمد لا سيما للخدمات العامة مثل الصحة والتعليم.
وقالت: “ان لبنان أظهر كرما فريدا في استضافة حوالي 1,2 مليون لاجئ من سوريا. ما من بلد قادر على تحمل هكذا عبء بمفرده.”
وأعربت أموس عن أملها بأن يحصل لبنان على الدعم خلال مؤتمر الكويت الثالث من أجل مساندة الحكومة في تلبية احتياجات الأفراد الأكثر ضعفا من اللبنانيين واللاجئين من سوريا.