المركز الصحفي السوري
ريم أحمد
سمح الثوار في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص بدخول التلفزيون السوري وذلك لتصوير الأوضاع الحالية التي يعيشها سكان الحي وذلك كبادرة حسن نية من قبل المعارضة تجاه النظام.
فقد دخل اليوم مصور ومذيعة تابعين للقناة الفضائية التابعة للنظام إلى داخل حي الوعر دون أي مرافقة أمنية، حيث قاموا بعمل جولة داخل الحي ومقابلات مع السكان وذلك بعلم فصائل المعارضة بالداخل واستمرت الجولة لمدة ساعتين ونصف”.
وأضاف المصدر وهو أحد المطلعين على ملف المفاوضات أن دخول القناة إلى حي الوعر يأتي ضمن تعزيز الحوار بين السوريين، وخطوة مبدئية باتجاه التفاوض بين النظام والمعارضة في الحي، علماً أنه لا توجد حالياً أية بنود للتفاوض أو خطة واضحة.
في مدينة حلب، خرج اليوم 30 مدنيا يعانون من الأمراض المزمنة من حي بستان القصر عبر معبر كراج الحجز تحت اشراف الهلال الأحمر السوري.
وفي دولة لبنان، طلب الجيش اللبناني من المخيمات السورية “الحدودية” بالرحيل أو الهدم دون أي اعتراض من أحد، من أي جهة لبنانية موالية للثورة السورية أو اعتراض من مفوضية اللاجئين والسبب الرئيس من طلب الجيش “أمني” كما يتردد ومن جهات حكومية.
أزال الجيش اللبناني في مخيمات سهل البقاع القريبة من مجدل عنجر ومن جهة البقاع الغربي نحو 280 خيمة لنازحين سوريين من ضمنها خيم لعمال سوريين يعملون في الزراعة الموسمية، و كذلك أقدم الجيش مؤخرا على ترحيل إجباريا كل المخيمات القريبة من الحدود في وادي عنجر، حيث وصل عدد الخيام في هذا المكان إلى أكثر من 120 خيمة.
يذكر أنه و بعد معارك عرسال و التهديد الصريح من “الدولة الاسلامية” لجهة دخول لبنان وما تردد في ذلك، عمل الجيش اللبناني و لدواعي أمنية كما قام بنقل مخيم الفاعور وهو مخيم “صالح” من مكانه القريب من الحاجز العسكري إلى مكان آخر، و كذلك عمل الجيش منذ أيام فقط و بسبب حاجز جديد أقامه في سهل مجدل عنجر قرب معمل السكر على الطلب من المخيم القريب منه بالرحيل فورا تحت طائلة الهدم الفوري.
من جهتها تعاملت حكومة نجيب ميقاتي السابقة مع المخيمات السورية في لبنان بحذر، و مع ذلك لم توافق على مقترحات مفوضية اللاجئين لأنشاء مخيمات “نظامية” للسوريين في المنطقة، تخوفا كما تردد آنذاك من أقطاب الحكومة بأن تتحول إلى شيء يشبه المربعات الأمنية على الطريقة الفلسطينية.
أما حكومة تمام سلام الحالية عملت على محاصرة المخيمات واقتحامها وتفتيشها عن طريق الجيش والمخابرات، واعتقال عدد من الشباب كل فترة وعلى كامل التراب اللبناني، وكذلك عملت القوى الأمنية على “ترقيم” المخيمات واحصاء العائلات التي في داخلها، و كذلك طلبت بعض البلديات من أي عائلة تريد أن تقيم خيمة واحدة فقط ابلاغ السلطات المحلية.
بدورها، قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جوستين غرينينغ أن بلادها خصصت 100 مليون جنية إسترليني في مجال المساعدات الإنسانية للأزمة السورية وسيستفيد منها الأردن باعتباره من الدول المضيفة للاجئين السوريين
جاء ذلك على هامش اجتماعها مع رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في عمّان اليوم.
من جانبه أشار النسور إلى الأعباء التي يتحملها الأردن نتيجة استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وما يشكله ذلك من ضغط على موارده.
الى ذلك، نشرت صحيفة اندبندنت اون صنداي تقريرا يحمل عنوان “المُهملون.. 4 ملايين لاجئ”، ويتناول دعوة لتبني برنامج لإعادة توطين اللاجئين السوريين مشابه لبرنامج إعادة توطين الفارين من الحرب في فيتنام في سبعينيات القرن الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن الدول المجاورة لسوريا تنوء بحمل اللاجئين الذين بلغ عددهم نحو أربعة ملايين، بينما لم تتعهد الدول المتقدمة باستضافة سوى 104 آلاف لاجئ.
ويدعو فرانسوا كريبو مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق اللاجئين الدول الأوروبية ودولا أخرى غنية إلى استضافة مليون لاجئ سوري في غضون خمس سنوات من خلال نظام حصص عادل.
وبموجب إطار عمل جديد، وضع تصوره كريبو، سيكون بمقدور اللاجئين التقدم من المخيمات المقامة بالدول المجاورة لسوريا بطلب إعادة التوطين.
ويُجرى توزيع هؤلاء على الدول المضيفة من خلال نظام للحصص يأخذ بعين الاعتبار عدد سكان هذه الدول والناتج المحلي الإجمالي لها ومساحة الأرض المتاحة والكثافة السكانية.
ووفقا لهذا فإن دولة مثل كندا سيكون بوسعها استضافة تسعة آلاف لاجئ في العام، بينما يكون بمقدور ألمانيا استضافة 20 ألفا.
وتنقل الصحيفة عن كريبو قوله إن “هذه ليست أعدادا ضخمة عندما توزعها بالعام وبالدولة وفقا لمعيار توزيع”.
وبالرغم من هذا يعترف كريبو بأن المناخ مختلف عما كان عليه الحال مع أزمة اللاجئين الهاربين من النظام الشيوعي في الهند الصينية.
بدأت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” القطرية حملتها لجمع التبرعات لمشروع “مدينة راف للأيتام السوريين” التي تعتزم المؤسسة إنشاءها بمدينة الريحانية التركية، ضمن حملة “سنسأل عنهم”.
وتبلغ مساحة المدينة حوالي 60 ألف متر مربع وتتكون من 41 منزلا لإقامة الأطفال اليتامى، ومدرسة للفتيان، ومدرسة للفتيات، ومسجد لإقامة شعائر الصلاة، وملاعب متنوعة، بعضها للبنين وأخرى للبنات، وأربع متنزهات طبيعية، بالإضافة إلى المبنى الإداري وملاحقه من سكن إداري ووحدة للأمن.
يأتي هذا المشروع في مستهل حملة “سنسأل عنهم” التي أطلقتها مؤسسة “راف” لإغاثة المتضررين السوريين في داخل سوريا ودول الجوار، وتشتمل على عدة مشاريع هادفة ومتنوعة ما بين إغاثية وإنشائية وإنمائية، وذلك نظرا لامتداد المأساة السورية وتصاعدها.
وقال الدكتور عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس الأمناء، مدير عام مؤسسة “راف” فإن مشروع مدينة راف لأيتام سوريا يعتبر مشروعا استراتيجيا ضمن توجهات المؤسسة للمشاريع التنموية، مبينا أن هذه المدينة ستقدم نموذجا جديدا لكفالة ورعاية الأيتام بصورة شاملة من قبل المؤسسات الخيرية والإنسانية، حيث ستكفل لهم المعيشة والتعليم وكافة متطلبات الحياة الكريمة.
ستؤوي المدينة 1500 يتيم ويتيمة من أبناء سوريا، وتقديم الرعاية الشاملة لهم سواء من ناحية التعليم أو الصحة أو الرياضة أو غيرها من وسائل الترفيه، خاصة أن مدينة الريحانية التركية التي ستقام فيها المدينة ونظرا لقربها من الحدود السورية تعتبر أكثر المدن التركية اكتظاظا بالأيتام السوريين، الذين لجؤوا إليها مع عائلاتهم.