بعد خروج قوات النظام من مدينة ادلب ودخول الكتائب الثورية إليها متمثلةً بجيش الفتح في شهر آذار/مارس 2015، عمل جيش النظام على قصف واستهداف المناطق الحيوية والخدمية والبنى التحتية داخل المدينة، محاولةً منه بإيقاف أشكال الحياة في المدينة.
قامت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام السوري، بشن غارات مكثفة على مدينة ادلب وبشكل عشوائي بعد التحرير، فقامت باستهداف الأبنية السكنية والمحال التجارية، وركّز قصفه على الخدمات التي تفيد المواطنين الذين بقوا داخل المدينة وعلى المؤسسات التعليمية من مدارس وكليات تابعة لجامعة ادلب.
أدى القصف العنيف التي شهدته المدينة لدمار هائل في المدارس والكليات والمؤسسات التعليمية بشكل عام، بعدما استخدم النظام الصواريخ الفراغية والعنقودية والبراميل والحاويات المتفجرة في قصفه العنيف و الممنهج، مما أسفر عن توقف سير الحركة التعليمية داخل المدينة.
تشكلت إدارة مدينة ادلب والتي أخذت على عاتقها إعادة تفعيل الخدمات التي تهم المواطنين وتساعدهم في حياتهم اليومية، فقامت بإحداث مديرية تربية ادلب والتي عملت على إحياء المدارس التي طالها قصف قوات النظام ودمّر أجزاءً كبيرةً منها، فقام بتسيير ورشات خاصة لإعادة تجهيز المدارس وتنظيفها من مخلفات القصف وتجهيزها لبدء عام دراسي جديد.
قامت مديرية التربية في المدينة وبعد تهيئة المدارس للعمل بها، بإعداد مسابقات خاصة للمدرسين من حملة الشهادات الجامعية، وممن يرغب في التدريس في المدارس التي سوف تُستكمل بها المسيرة التعليمية، وقامت بتحديد مواعيد مخصصة للمسابقات وفحوص المقابلة للمسجلين في مديرية التربية بإدلب لتعيينهم في المجال التربوي والتعليمي.
وعملت مديرية التربية على افتتاح بعض المدارس في صيف عام 2015 لاستكمال ما قد فات الطلاب من المنهاج، في آخر العام الدراسي السابق وقامت بتخريج الطلاب إلى صفوف أعلى مع إقامة احتفالات تكريمية للتلاميذ المتفوقين.
بدأت المديرية بإصدار البيانات والتقارير بشأن شروط افتتاح المدارس العامة والخاصة، كما قامت بإصدار تعميم قصدت من خلاله الكتائب الثورية التي أقامت في بعض مدارس المدينة لتفريغها في مدة زمنية قصيرة محددة لتجهيزها وافتتاحها وإعادة العمل بها، ليبدأ الفصل الدراسي الجديد مع نسبة تسجيل عالية من قبل الطلاب خصوصاً بعد اطمئنان الأهالي في ظل الهدنة التي أقيمت في المنطقة.
كما عملت إدارة المدينة على إنشاء مديرية التعليم العالي لإعادة تأهيل الكليات الموجودة داخل المدينة، و التي عملت بدورها على تجهيز الكليات و إعادة إحيائها بعد الدمار الذي حلّ بها جرّاء الاشتباكات التي حصلت عند تحرير جيش الفتح للمدينة و بعد الغارات التي استهدفت المباني التعليمية، فقامت المديرية بإرسال الورشات التي عملت قدر الإمكان و حسب الوسائل الموجودة والقدرات الممكنة، فأقامت حوالي 25 كلية و معهد بأفرع مختلفة علمية و أدبية، و أصدر مجموعة من المختصين مفاضلة للأفرع الموجودة لكي يتقدم الطلاب إليها، إذ بلغ عدد الطلاب المسجلين في جامعة ادلب المحدثة حوالي 11 ألف طالب بين مستجد و طالب قديم .
ولكن المسيرة التعليمية لا يمكن أن تتم إلا بتكاتف دكاترة الجامعات مع الطلاب ومديرية التربية مع المدرسين والمدرسات لإتمام الخطة التدريسية لمن بقي من الطلاب ممن يبغون في إكمال تعليمهم داخل بلادهم.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج.