حصلت قناة العربية على نسخة من رسالة بعث بها مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة “بشار الجعفري” إلى رئيس مجلس الأمن ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وصفها دبلوماسيون بمثابة إنذار مبكر لتطهير عرقي ولمجزرة قادمة في حلب.
والرسالة التي كتبها المندوب الدائم “بشار الجعفري” بناء على تعليمات من حكومته، تأتي – كما تقول الرسالة – ضمن زعم “مكافحة الإرهاب في شرق حلب وللمحافظة على أرواح المدنيين فيها”. وأضافت الرسالة أن جيش النظام السوري “أبلغ المدنيين في شرق حلب، أنه وفر لهم ممرات آمنة لمن يريد الخروج بسلام، وأن الجيش سيوفر لهم المساكن المؤقتة وكل احتياجاتهم المعيشية”.
وكان رأس النظام “بشار الأسد” قد أصدر في وقت سابق، مرسومًا تشريعيًا “بمنح عفو للمقاتلين المعارضين الذين يلقون السلاح ويسلمون أنفسهم للسلطات خلال ثلاثة أشهر”.
يرى مراقبون أن مثل هذه الخطوات من جانب النظام السوري تستهدف بالأساس نصب فخاخ للمعارضة السورية المسلحة والمدنيين في هذه المناطق، بحيث أنهم يعلمون جيدًا بعدم استجابة أحد لهذه النداءات لعدم وجود أدنى درجات الثقة في النظام ومليشياته لدى المدنيين، ومن ثم اتخاذ ذلك ذريعة تفويض ضمني، بتصفية المتبقين في تلك الأحياء، تحت ذريعة أنهم “إرهابيون” رفضوا الاستسلام.
ورغم أن الوضع الإنساني في مدينة حلب وصف بأنه كارثي، حيث يخضع أكثر من ثلاثمئة ألف من سكانها لحصار قاتل، إلا أنهم متمسكون رغم ذلك بالبقاء في ديارهم رغم إعلان روسيا فتحها ممرات آمنة بالمدينة، حيث ينظر البعض للإعلان الروسي أنه يمهد لتطهير طائفي واضح وصريح ليس في حلب فحسب، بل في كل المدن السورية.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” بأن تترك روسيا خطة الممرات التي اقترحتها لخروج المدنيين والمقاتلين من مدينة حلب إلى الأمم المتحدة، وأضاف قائلاً، “كيف تتوقعون أن يسير الناس وبآلاف عبر ممر إنساني، بينما يستمر القصف الجوي وقنابل المدعية والقتال من حولهم، وهل تتوقعون أن تصل قوافل المساعدات إلى هؤلاء الناس إذا كان هناك قصف وقنابل من الجو ومن الأرض؟”.
المركز الصحفي السوري – وكالات