عندما يجوع الإنسان ترسل خلايا عصبية متخصصة في المخ بالتعاون مع خلايا في الجهاز الهضمي «برقية عاجلة» مفادها بأن الجسم بحاجة إلى الطاقة وبأن من الضروري تناول الطعام. لكن هناك أسباباً تحول دون الرد على «البرقية» في وسعها أن تقود إلى ضعف الشهية أو إلى فقدانها.
ويعد التدخين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية، فهو يطلق سلسلة من المركبات الضارة التي تؤثر في أعضاء مختلفة في الجسم، خصوصاً مركز الشهية القابع في منطقة الهيبوتالاموس في قاع المخ، ما يدفع الشخص إلى تناول كميات أقل من الطعام.
وفي تجربة قام بها باحثون أميركيون على الجرذان تبين أن مادة النيكوتين تلتصق بمستقبلات عصبية خاصة توجد في المخ هي التي تبعث برسالة مفادها بأن الجسم حصل على كفايته من الطعام.
ويعتبر التدخين من أكبر مسببات النحافة عند الغالبية العظمى من المدخنين لأنه يتحكم بالشهية ويتسبب في فقدانها، والمضحك المبكي على هذا الصعيد أن كثيرين يميلون إلى التدخين قبل تناول الطعام بحجة فتح الشهية على الأكل، وهو اعتقاد غير صحيح، فالسيجارة تجعل الشخص غير راغب في تناول الطعام، عدا هذا فإن التدخين على معدة فارغة يدفع إلى تدخين المزيد من السجائر وإلى تناول كميات أقل من الطعام، ما يقود مع مرور الوقت إلى الإصابة بالنحافة الشديدة.
إن التدخين ضار، سواء تم قبل الأكل أم خلاله أم بعده، ويخطئ من يعتقد بأن ضرر التدخين يقف عند حدود الجلطات والأزمات القلبية والدماغية الوعائية وسرطان الرئة والتهاب القصبات، فأضراره لا ترحم أي عضو من أعضاء الجسم، إضافة إلى أن الإدمان يفرض نفسه بقوة على المدخن بحيث يجعل الجسم في حاجة مستمرة للسيجارة.
الحياة