كل من الوالدين يريد الأفضل لأطفاله، لكن عادات اجتماعية سيئة منتشرة لدى الأسرة وخاصة الوالد وإن أصبحنا نشاهدها منتشرة لدى الأمهات، كتدخين التبغ، لا يدرك الأهل مدى خطورتها على أبنائهم.
إذ يمكن أن تتسبب بمجموعة من المشاكل الصحية والمرضية ويصعب علاجها مستقبلاً، ما يفرض على الأهل الالتزام بمتابعة سلوك الأبناء ومراقبة تصرفاتهم اليومية خوفاً من انجرافهم نحو تقمص شخصيات الوالدين والانجرار للتدخين وخاصة التدخين المبكر.
تكشف الدراسات أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية منها السامة، ومنها ما يسبب السرطان وهو سبب في أمراض الحلق والسعال واصفرار الأسنان وضيق التنفس.. يكشف أنس (17)عن سبب إقدامه على التدخين، كانت مشاهدتي لوالدي اليومية وهو يدخن بشكل مفرط كونه قدوتي ومثلي الأعلى دفعني لتقليده ولم أجد صعوبة في ذلك فنصائح والدي إلي غير مجدية.. فاقد الشيء لا يعطيه”
كلنا يعلم أن الطفل أو المراهق هو عرضة للتدخين أكثر بثلاثة أضعاف إذا كان والديه من المدخنين، وقد يلجأ الطفل للتدخين، لأسباب منها أن عادة التدخين تعطيه نوعاً من الرجولة والاستقلالية عن والديه والإحساس بأنه أصبح رجلاً، واكتملت شخصيته وأنه قادر على الاعتماد على نفسه، ويخالجه شعور بأنه شاب اجتماعي راقٍ أكثر جاذبية عندما تكون بيده السيجارة.
يقول أحمد (20عاماً)أنا لا أحب التدخين ولكن أشعر بالأناقة والرقي عند توليع السيجارة أمام زملائي بالجامعة وخصوصاً الفتيات. لكن صديقي هاني يجد في التدخين فرصة لإخراج الأنفاس الحزينة نتيجة الضغوطات النفسية والاجتماعية، التي يعاني منها يومياً.
وفي دراسات بريطانية أن واحداً من كل عشرة أطفال ما بين عمر11-15 سنة يدخنون بانتظام؛ سيجارة واحدة على الأقل وهو ما يعادل 12 بالمئة من الفتيات وتسعة بالمئة من الفتيان، في الدول المتحضرة التي تقوم بحملات التوعية الشعبية والتقييمات الحكومية.
نلاحظ انخفاضا ملحوظا في عدد المدخنين؛ ففي أمريكا مثلاً لاتباع السجائر للأطفال دون 18 عاماً خوفاً على سلامتهم، وإذا عمد البائع لبيع السجائر للطفل يعدّ مخالفا قانونياً، وفي الدول النامية تزداد رغم الفقر هذه الظاهرة.
سامر من ريف إدلب يقول” عندما كنت صغيراً لازمت والدي حتى في جلسات السهر مع الأصدقاء ..و يا ليتني لم أفعل فمزاحم الثقيل بإشعال السيجارة وتقديمها لي لتعلو أصوات ضحكاتهم الهزلية كوني لا أعرف التدخين بعدُ، غير مكترثين بمدى خطورة ذلك على سلامتي وتربيتي النفسية بتقبل عادة التدخين مستقبلاً”.. كلنا يعلم أن الإصابة بالإدمان في حالات الهيروين و الكوكايين والمارجوانا وغيرها قد يصاب بها المدخن خلال أيام بسيطة من التدخين.
حرصُ الأهل على الامتناع عن التدخين أمام أعين الأطفال جانب إنساني بحت، فهم فلذة الأكباد وسلامة أجسادهم غاية الأهل.. فالعقل السليم بالجسم السليم و متابعتهم من الناحية الاجتماعية من الأولويات الملحة في التربية، فمعدلات التدخين تستمر في النمو، وكثير من الشباب البالغين بدؤوا التدخين في سن مبكرة.. لكن بقليل من الوعي وكثير من الاهتمام نساهم في بناء جيل معافى من الأمراض قادر على بناء المستقبل.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.