يزيد صايغ – صحيفة الحياة اللندنية
بعد المكاسب التي حققتها المعارضة السورية فإن التحدّيات التي تواجههم سوف تزداد مع كل مكسب يحقّقونه، وأوضح أنه مع اتّساع رقعة المناطق وعدد السكان الذين يخضعون لسيطرتهم، سيكون لزاماً عليهم إثبات مستوى أعلى بكثير من التنسيق العسكري والمهارات السياسية والقدرات الإدارية، مؤكدا أنه إذا لم يتحسّب المتمردون والقوى الخارجية الداعمة لهم لهذا الأمر ويستعدّوا له بصورة فعّالة، فقد يعود الصراع السوري مرة أخرى إلى طريق مسدود، ورأى الكاتب أن التحدّي الحقيقي الذي يواجه المعارضة في سورية هو تحدّ اجتماعي وسياسي، معتبرا أنه إذا كان المعارضون السوريون يرغبون في إحراز اختراق سياسي لدى دوائر اجتماعية أوسع، أو الحصول على القدر الأكبر من المساعدات الخارجية التي سيحتاجون إليها بشدّة في حال التمدد، فإن عليهم التصدّي لثلاثة شواغل رئيسة قادمة: الأول هو توفير الأمن، مبينا أن حماية الأرواح والممتلكات مستقبلاً من الهجمات الانتقامية وعمليات النهب في المناطق الحضرية التي تقطنها فئات سكانية مختلفة اجتماعياً ومعادية أو غير مناصرِة سياسياً سيتطلّب مقداراً أكبر من الوحدة والانضباط، ويشكّل تحدّياً أكبر، ويتابع الكاتب أن الشاغل الثاني، هو أنه سيكون لزاماً على المعارضة ومنظمات الإغاثة التابعة لها والمجالس الإدارية أن تثبت قدرتها على تقديم الخدمات للأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يخضعون لسيطرتها، أما الشاغل الثالث، فيقول الكاتب، إن المقاتلين والمعارضة السياسية ومجالسها الإدارية المحلية، لم تؤسس نظاماً مالياً عاماً شاملاً ولم يقاربوا الإدارة الاقتصادية على المستوى الإقليمي، ناهيك عن المستوى الوطني، منوها إلى أن سياسة عدم التدخّل في الإدارة المالية والاقتصادية المحلية لن تكون كافية إذا حقّق المتمرّدون طموحاتهم في اقتحام المناطق الرئيسة التي يسيطر عليها النظام.