وصل وفد من قوات التحالف الدولي يضم فريقًا فنيًا وعددًا من الجنود، ترافقهم ثماني عربات عسكرية مصفحة، إلى مدينة الدرباسية بريف القامشلي، قادمًا من قاعدة قسرك، في طريقه إلى محطة مياه علوك الواقعة ضمن مناطق سيطرة عملية “نبع السلام” التي تنفذها القوات التركية والفصائل الموالية لها
وبحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الزيارة تهدف إلى تفقد المحطة والاطلاع على أوضاعها الفنية، إضافة إلى إجراء مباحثات مباشرة مع الجانب التركي، بغية التوصل إلى اتفاق يضمن إعادة تشغيلها، نظرًا لأهميتها الكبيرة في تأمين مياه الشرب لسكان محافظة الحسكة وريفها
وتُعد محطة مياه علوك، التي تقع شرق مدينة رأس العين، الشريان المائي الأساسي لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة في المنطقة، حيث يعتمد الأهالي عليها بشكل شبه كامل لتأمين احتياجاتهم اليومية من المياه، إلا أن المحطة تعرضت منذ عام 2019، عقب سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على المنطقة، لانقطاعات متكررة وتوقفات عن العمل، ما أدى إلى نشوء أزمة مياه خانقة انعكست بشكل مباشر على الوضع الإنساني
وبسبب توقف المحطة مرارًا اضطر السكان للاعتماد على شراء المياه من صهاريج متنقلة تفتقر لشروط السلامة الصحية، الأمر الذي تسبب بانتشار مشكلات صحية و أمراض عديدة، وسط تحذيرات منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة إذا استمر توقف المحطة
وكان المرصد السوري قد ذكر في تقرير سابق بتاريخ العاشر من آب الجاري، أن وفدًا من الاستخبارات الأميركية برفقة موظفين من منظمة الأمم المتحدة، قام بزيارة ميدانية إلى محطة علوك، حيث تمكن من دخولها عبر الساتر الفاصل بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من جهة ومناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى وجاءت تلك الزيارة في إطار مساعٍ متواصلة لإيجاد حل عملي ومستدام يضمن عودة المحطة للعمل بشكل دائم، لما تمثله من أهمية استراتيجية للسكان المحليين
وتأتي الخطوة الجديدة ضمن تحركات دولية متصاعدة للضغط باتجاه معالجة أزمة المياه المتكررة في شمال شرق سوريا، في ظل التحذيرات من أن استمرارها يهدد بكارثة إنسانية تطال مئات الآلاف من العائلات التي لا تملك بديلًا آمنًا لمصادر المياه