نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، قال فيه إن ابن خال الرئيس بشار الأسد كشف عن فساد ثروة العائلة الحاكمة.
وقال إن النزاع الذي يجري بين بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف ازداد سوءا، وقسّم العائلة الحاكمة، في وقت كشف فيه عن الطريقة التي تقوم بها بأخذ مليارات الدولارات لبناء ثروتها. وفرض الأسد حظر سفر على مخلوف الذي نشر عددا من أشرطة الفيديو على حسابه في فيسبوك رفض فيها دفع جزء من أمواله إلى الحكومة السورية.
وفي آخر شريط له قال مخلوف إنه قرر وضع أرصدة العائلة في جمعية خيرية، مؤكدا المقترحات أن المال الذي يريد الرئيس الحصول عليه يحتوي على أسهم في بنوك دولية.
وأشار الشريط إلى صحة ما قيل إن النظام طلب حصة للعائلة الحاكمة عن كل عمل أو تجارة شركة تم إنشاؤها في سوريا. وتشتمل الأسهم على حصصٍ في بنك قطر الوطني والبنك العربي الأردني والبنوك والمؤسسات المالية اللبنانية الخاصة، بشكل يكشف عن تجارة العائلة الحاكمة والحكومة وعلاقاتها الدولية.
ولم تشر كلمات مخلوف إلى أنه كان يعي ما يقول، وأنه يعترف، حيث قال: “نشكرهم على تذكيرنا بالقائمة الكبيرة لمساهمتنا في هذه البنوك ومؤسسات التأمين”.
وقالت الصحيفة إن رسالته هي اعتراف ضمني بالطبيعة الطائفية للنظام. وقال مخلوف إن الجمعيات التي يمولها تقوم بدعم “عائلات الشهداء” في إشارة إلى عائلات الموالين للنظام من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ومخلوف.
واشتكى أعضاء في عائلة مخلوف من نقل مهمة “صراف النظام” منهم إلى نخبة رجال أعمال سنّة. ومن بين الأسماء التي ذكرت، رجال أعمال استفادوا من علاقتهم القريبة من أسماء الأسد، زوجة الرئيس، بالإضافة لرجال أعمال لهم علاقة بدول الخليج.
ويُقال إن الرئيس يتعامل مع دول الخليج كمصدر رئيسي للمال الذي يحتاجه لإعادة إعمار سوريا. وكان مخلوف الذي سلم حافظ الأسد والده الاقتصاد في سوريا قد استفاد من عملية خصخصة جزئية أعلن عنها بشار الأسد، وحصل على حصة في شركة الاتصالات سيرياتل، شركة الهواتف المحمولة الرئيسية في سوريا، وكذا في فنادق وشركات بناء وطيران.
وأصبح مخلوف مع بداية الحرب الأهلية أثرى رجل في سوريا بثروة تقدر بـ5 مليارات دولار. وقال العارفون بالعائلة، إن المال الذي يملكه مخلوف هو وديعة للنظام يسترده عندما يريد، تماما كما كان الحال مع والده، محمد مخلوف. وحان وقت المطالبة الآن، حيث تريد الحكومة منه 230 مليون دولار.
ويقال إن روسيا تضغط على النظام لكي يصلح الاقتصاد. فيما يرى بسام بربندي، الدبلوماسي الذي انشق عن النظام، إن منشورات وأشرطة فيديو مخلوف هي محاولة للضغط من خلال عائلته على الأسد حتى لا يطرده من موقعه الاقتصادي.
وقال: “العناصر السنّية هي الوجه الجديد للنظام القديم من ناحية إدارة المال لعائلة الأسد” و”تريد روسيا تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعتها مع الأسد والتي تنص على عدم إشراك مخلوف”.
ويواجه الأسد أزمة مالية خانقة، لا استثمارات وانهيار اقتصادي وعقوبات أمريكية وأزمة اقتصادية لداعميه الروس والإيرانيين.
نقلا عن القدس العربي