قالت صحيفة “التايمز” البريطانية الثلاثاء، إن معركة حلب “مصيرية” لنظام الأسد، مشيرا إلى أن نتائجها ستحدد قدرة النظام على البقاء أو السقوط.
وقالت “التايمز” في تقرير لها إن الثوار السوريين حشدوا كل ما لديهم في الهجوم الذي يسعى لكسر الحصار عن المدينة، في لحظة وصفتها بـ”المحورية”.
وأوضحت الصحيفة أن مصير ثاني أكبر مدينة في سوريا “عاطفي جدا ومصيري” لاستمرار المعارضة، فبدون حلب ستخسر المعارضة كل مواقعها المدنية الأساسية، وستصبح حركة ريفية، مضيفة أن “هذا سيضعف موقفها في أي مبادرات سلام مستقبلية، وسط ادعاءات الأسد أنه يسيطر على كل المواقع الأساسية”.
وإذا سقطت حلب، فسيتبع ذلك حملة ممنهجة لإعادة احتلال الحدود التركية، كما حصل في الحملة المشابهة خلال الأعوام 2012- 2015، لقطع حركة التمرد غرب البلاد، عبر تجويع الناس.
وأشارت “التايمز” إلى أن النظام السوري استغرق ثلاث سنوات لحصار حلب، حتى تمكن أخيرا من قطع طريق “الكاستيلو” الرئيس، وبدء الثوار بمحاولات استعادته.
وترافق ذلك مع تحويل جبهة النصرة اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، وانفصالها عن تنظيم القاعدة، في حركة “تعني للغرب أقل بكثير مما تعني للثوار”، بحسب “التايمز” التي قالت إن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع للشك بأن “النصرة” فكت اعتقادها بأفكار “القاعدة”، رغم سعيها للاندماج داخل الثورة كـ”أبناء سوريا”.
وتظل الجبهة القوة العسكرية الكبرى ضمن الثوار، حيث يقود انتحاريوها وانغماسيوها الهجوم على مواقع النظام حول حلب.
وقال الباحث تشارلز ليستر، المختص بالشؤون الجهادية، إن إعلان الأسبوع الماضي من جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة قد يعني تكاملا آخر أكبر مع تنظيمات إسلامية متشددة، موضحا أن “الأمر سيتطلب بعض الوقت ليبدو بشكل عام، وسيكون محدودا بوحدة الحركات الجهادية الصرفة قبل الاندماج بالفصائل الأخرى”.
وأوضح جوشوا لانديز، الأكاديمي في جامعة أوكلاهوما، أن “الثوار ليس لديهم خيار سوى العمل معا”، متابعا بقوله إن “ما رأيناه العام الماضي هو أن المسلحين بدأوا بالتعان مع جبهة النصرة، وهو ما سيزداد الآن، وسط تراجع الكثير من داعمي الثوار”.
العربي 21