اعترف البيت الأبيض، مساء الجمعة بـ “ازدياد العنف” في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، واصفاً ذلك بـ “تطور غير مرحب به”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض “جوش إيرنست”، في الموجز الصحفي الذي عقده اليوم من العاصمة واشنطن، “لقد شاهدنا، بكل وضوح، تزايد العنف في الأيام القليلة الماضية، وهو تطور غير مرحب به على الإطلاق”.
وتابع “في الحقيقة فإن الترتيبات التي حاولنا، نحن والروس، التوصل إليها، كانت معدة لتقليل العنف لكن هذا للأسف لم ينفع سوى لفترة قصيرة من الزمن”.
وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري، توصل وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري، والروسي، سيرغي لافروف، في جنيف، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم “داعش” الإرهابي وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً بعد إعلان فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة مؤخراً)، من دون أي إشارة للحل السياسي أو حديث عن المليشيات المساندة للنظام السوري، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.
ولفت “إيرنست” إلى أن نظام الأسد قد أعلن في الأيام الأخيرة “عن نيته الإنسحاب، من طرف واحد، من اتفاق وقف الأعمال العدائية، وكما تعلمون، فلقد شهدنا بعدها هجوماً على عاملي الأمم المتحدة للإغاثة والذي تتحمل مسؤوليته روسيا، لأنه كما نعلم، أما أن يكون من تنفيذ الجيش الروسي، أو الجيش السوري”.
وأكد أن “المسؤولية الروسية تنبع من تعهدها بإلمحافظة على التزام الجيش السوري” بوقف الأعمال العدائية، واصفاً ضرب قافلة المساعدات الإنسانية الأممية ومستودع الهلال الأحمر السوري بأنه “خرق” لهذا الالتزام”.
وتعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، الإثنين الماضي، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأمريكا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف.
وأفادت مصادر في المعارضة للأناضول، أن القصف استهدف أيضاً مركزاً للهلال الأحمر السوري ببلدة “أورم الكبرى”، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية، مشيرة أن القصف كان مشتركاً، بدأ بقصف مروحي للنظام، تلاه قصف جوي روسي، وأدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم مسؤول بمنظمة “الهلال الأحمر” وإصابة 18 آخرين.
إلا أن السلطات الروسية والسورية واصلت إنكار الأمر، متهمة واشنطن بتدبيره.
وأعلن النظام السوري، مساء اليوم نفسه، انتهاء سريان نظام التهدئة، الذي أعلن عنه اعتباراً من الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي (16:00 ت.غ)، الإثنين قبل الماضي، بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي.
ونقلت وكالة “تاس” الحكومية الروسية، عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء “إيغور كوناشينكوف”، القول إن “فحص الصورة التي نقلتها طائرات التجسس، أظهرت وجود مسلحين يتبعون القافلة”، بحسب تقرير قناة “سي إن إن” الأمريكية.
الأناضول