مع استمرار القصف الجوي بالبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام السوري على المدنيين في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة منذ ثلاثة أعوام، لجأ السوريون إلى ابتكار وسائل حماية من القصف آخرها “البوق”، الذي يشبه صفارات الإنذار ولكنه مصنوع بطريقة أبسط ويقوم بدور في إنذار المدنيين من الطلعات الجوية التي تستهدف المناطق المسيطر عليها من قبل الثوار بريف حماة الجنوبي وريف حمص حسب أبو ريان، أحد ناشطي ريف حماة.
وقال حكم أبو ريان “البوق جاء بعد الحاجة الماسة في ظل منع المجتمع الدولي إرسال مضادات أرضية للثوار لصد طيران النظام وبراميله، وخاصة أن الطائرات المغيرة تطير على ارتفاعات شاهقة لا تطالها أسلحة الثوار التقليدية.
وجاءت فكرة البوق من أهالي ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي بالتنسيق مع المراصد العسكرية التي تقوم باختراق ترددات أجهزة النظام اللاسلكية لمعرفة موعد إقلاع الطيران والمكان الذي تستهدفه”.
وبشأن طريقة عمل البوق قال أبو ريان “يقوم الراصد بإرسال إيعاز للعاملين على البوق بإطلاق صفارات الإنذار من أجل اختباء الأهالي في الملاجئ البسيطة والحفر التي حفروها لحماية أنفسهم من الغارات الجوية”.
فكرة بسيطة
أما الراصد العسكري أبو سليم -أحد المبتكرين لفكرة البوق- فقال “إن البوق هو عبارة عن معدات ومواد بسيطة، فهو مؤلف من خزان فارغ يتم تعبئته بالهواء ووصله ببوق يكون على مرتفع عال في القرية من أجل إيصال صوت البوق إلى أكبر مسافة ممكنة”.
وذكر أنه بعد الانتهاء من تجهيز وتجريب البوق “أبلغنا المدنيين بما يتوجب عليهم فعله وتم تخصيص النغمة المتواصلة ليكون كإنذار عن مروحية تقترب من الأجواء ونيتها في تنفيذ غارات بعد تنصتنا على أجهزة النظام، ليتم على الفور تحرك المدنيين لأقرب مكان للتحصن حتى انتهاء الغارة والتخفيف من أضرار القصف العشوائي الذي لا يفرق بين كبير وصغير أو مدني وعسكري”.
وأضاف أبو سليم أنه “تم تخصيص نغمة متقطعة للتنبيه عن أن أحد حواجز النظام سوف يقوم بالقصف عن طريق الدبابات أو المدفعيات الثقيلة ليتم إفراغ الشوارع بالكامل من المدنيين أيضا”.
من جانبه نوه سامي -أحد أهالي قرى ريف حمص الشمالي- بفائدة البوق “للتخفيف من الضحايا في صفوف المدنيين والوقاية من البراميل والصواريخ والقذائف، وخصوصا ضمن وقت لا يتوفر فيه العلاج لهذه الطائرات التي خلفت آلاف الضحايا في ريف حمص وحماة”، وأضاف أن “الفضل يعود للمراصد التي تقوم بدورها في رصد تحركات الطيران على مدار الساعة تحسبا من الطلعات الدائمة التي تشن عليهم بشكل يومي”.
ودعا إلى ضرورة “دعم هذه الأفكار البسيطة وتعميمها في جميع مناطق سوريا المحررة من النظام، لتأمين حياة المدنيين والتخفيف من أضرار القصف، مشددا على أنه من الواجب -عقب مضي أربعة أعوام من الثورة- دعم الثوار بمضادات للطيران لتخفيف هذه المعاناة التي يعيشها السوريون والأطفال في كل يوم”.
المصدر : الجزيرة