لم يعد إطلاق بودكاست أمرًا صعبًا، فمع توافر الأدوات والتطبيقات، أصبح بإمكان أي شخص تسجيل حلقات ونشرها على مختلف المنصات. لكن مع هذا الانتشار السريع، بدأت التساؤلات تُطرح: هل لا يزال البودكاست محتوى متخصصًا يحمل قيمة، أم أنه تحول إلى مجرد موجة يتبعها الجميع دون معايير واضحة؟
في جوهره، البودكاست منصة إعلامية تتطلب مهارات في الإلقاء، البحث، والإعداد، لضمان تقديم محتوى جذاب وهادف. ومع ذلك، انتشرت في السنوات الأخيرة برامج تفتقد لهذه الأسس، وتعتمد على أحاديث عشوائية بلا تخطيط أو هدف واضح، مما أدى إلى تشبع السوق بمحتوى متكرر وضعيف.
لكن رغم هذا الزخم، لا تزال بعض البودكاستات تثبت أن الجودة والإبداع هما الأساس الحقيقي للنجاح. على سبيل المثال، يعد بودكاست “فنجان” من أكثر البرامج العربية شهرة، حيث يقدم حوارات معمقة مع شخصيات ملهمة في مختلف المجالات. كذلك، نجح بودكاست “سقراط” في استقطاب المستمعين من خلال طرح أسئلة جريئة على شخصيات مؤثرة، فيما استطاع بودكاست “المحور الثاني” أن يلفت الأنظار بمناقشته مواضيع فكرية واجتماعية بطرح منهجي وتحليلي.
في ظل هذا التباين بين المحتوى العشوائي والبرامج الاحترافية، يبقى السؤال: هل سيظل البودكاست ساحة للإبداع والتميز، أم أنه في طريقه ليصبح مجرد ضجيج رقمي بلا هوية؟