أعرب مسؤولون عسكريون أميركيون عن خشيتهم من تزايد خطر التصادم المباشر بين القوات الأميركية والروسية في سوريا. وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم) الجنرال إيريك كوريلا، في بيان، إن قواته في المنطقة «تسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا». وأضاف: «ولكن تصرفات روسيا الأخيرة كانت استفزازية وتصعيدية»، في إشارة إلى الغارة الروسية على منطقة التنف، التي جرت يوم الأربعاء الماضي. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في «البنتاغون»، تخوفهم من حدوث تصادم مع الروس، متهمين القوات الروسية بالقيام بخطوات «استفزازية».وفق جريدة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن روسيا شنّت غارة على مواقع في منطقة التنف يوم الأربعاء الماضي، بالقرب من القاعدة الأميركية، التي تشرف على تدريب مقاتلين محليين يتصدون لمقاتلي تنظيم «داعش».
وبحسب المسؤول، أبلغت روسيا العسكريين الأميركيين بالغارة مسبقاً عبر قناة الاتصال التي تم إطلاقها منذ سنوات، حيث نفذت الغارة «رداً على هجمات كانت قد تعرضت لها القوات السورية الحليفة».
وأوضح المسؤول أن طائرتين روسيتين من نوع «سو 35» وطائرة أخرى من نوع «سو 24» ضربت موقعاً عسكرياً في التنف، بعد عملية الإبلاغ عبر قناة الاتصال. ورغم أن الغارة لم تستهدف القوات الأميركية، ولم يتعرض الجنود الأميركيون للخطر، فإن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من أن الغارة تشكل تحدياً لمهمة القوات الأميركية في سوريا، وتصعيداً ملموساً للاستفزاز.
من جهة أخرى، أفادت الصحيفة بأن روسيا أرسلت طائرتين حربيتين من نوع «سو 34» إلى المنطقة التي نفذت فيها القوات الأميركية يوم الخميس عملية إنزال لاعتقال أحد قادة تنظيم «داعش»، شمال شرقي سوريا. لكنها قامت بسحبهما سريعاً بعد توجه مقاتلات أميركية من نوع «إف 16» إلى المنطقة. كما تحدث المسؤولون الأميركيون عن حوادث أخرى جرت في الأسبوعين الماضيين، من دون الكشف عن تفاصيلها. ويتمركز في قاعدة التنف الواقعة على المثلث الحدودي العراقي السوري الأردني، نحو 200 جندي أميركي، من أصل نحو 900 جندي ينتشرون في مناطق شمال شرقي سوريا. ورغم قيام روسيا بسحب عدد من قواتها ومعداتها الحربية من سوريا بعد غزوها لأوكرانيا، تصاعد الحديث عن «فراغ» قد تستغله إيران للحلول مكانها.
ورغم ذلك، عمدت روسيا إلى تصعيد تدخلاتها في مواقع قريبة من انتشار القوات الأميركية، للتأكيد على أنها لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات حربية في أكثر من مكان في الوقت نفسه.
والحادثة الأخيرة لم تكن الأولى، فقد قصفت طائرات روسية عام 2016 قاعدة التنف، بعدما غادرت طائرتان للبحرية الأميركية من نوع «إف 18» كانتا في دورية في المنطقة للتزود بالوقود. ولم يكن في القاعدة في ذلك الوقت قوات أميركية، لكن الغارة أدت إلى مقتل مقاتلين سوريين، وصفتهم روسيا بالإرهابيين.
وفي عام 2017، وجهت روسيا إنذاراً للولايات المتحدة لسحب أفرادها من القاعدة خلال 48 ساعة، لكن واشنطن رفضت، وانقضت مدة الإنذار من دون أي تطور. بيد أن أخطر الأحداث التي وقعت بين الروس والأميركيين، كانت عام 2018، رغم عدم تورط الجنود الروس النظاميين فيه.
وبعدما تقدم مقاتلون من مجموعة «فاغنر» الروسية إلى شرق سوريا وأطلقوا النار على القوات الأميركية تجاهلوا تحذيرات الجيش الأميركي، الذي طلب منهم المغادرة. وبعد ذلك شنّت طائرات أميركية هجوماً دامياً، أدى إلى مقتل «بضع مئات من الروس»، بحسب قول وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، عام 2018، خلال جلسة تأكيد توليه منصب وزير الخارجية. وأعلن الجيش الروسي أنه لا علاقة له بالحادثة.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع