الرصد السياسي ليوم السبت ( 21/ 5 / 2016)
رفضت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” الجمعة، دعوة روسية لشن غارات مشتركة مع موسكو في سوريا.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال إن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده البدء في شنّ ضربات جوية مشتركة في سوريا، اعتبارا من 25 مايو لاستهداف جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار.
يأتي تصريح وزير الدفاع الروسي في الوقت الذي يخرق (حليفه) النظام السوري الهدنة في مناطق عدة بسوريا.
وتقترح روسيا أن تستهدف هذه الضربات أيضا قوافل الأسلحة بما في ذلك التي تعبر إلى سوريا من تركيا. وقال شويغو إن الاقتراح طرح بالتنسيق مع النظام السوري وجرت مناقشته مع خبراء عسكريين أميركيين في العاصمة الأردنية عمان.
وقال شويغو خلال اجتماع بوزارة الدفاع نقله التلفزيون الروسي إن روسيا تحتفظ بحق قصف المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار في سوريا من جانب واحد.
فرنسا.. منعنا تنازلا أمريكيا جديدا أمام روسيا في فيينا
أكد مصدر فرنسي لصحيفة “الحياة” اللندنية أن هدف باريس في كل مؤتمر فيينا هو “الحد من ضرر التنازلات الأميركية إلى الجانب الروسي”، مضيفاً أن “توقف مفاوضات جنيف في وقت محدد هو مشكلة لروسيا لأنها كانت دائماً على قناعة بأن الجميع في (مجموعة أصدقاء سورية)، وفي طليعتهم الولايات المتحدة، مستعدون لأي تنازل من أجل الحفاظ على مسار التفاوض”.
مصدر فرنسي آخر رأى أن النص الذي نتج من مؤتمر فيينا هو “الأفضل الذي تم التوصل اليه منذ فترة طويلة لأنه لم يتضمن تراجعاً بالنسبة للمواقف السابقة وثانياً أن الكلام عن الهيئة الانتقالية هو أكثر إلزاماً مما كان في الاجتماع قبل الأخير في فيينا حيث كان الكلام عن إدارة الانتقال وكان أكثر غموضاً، في حين أن النص الأخير عاد إلى الصيغة الأصلية كما وضعت.
وأضاف المصدر أن اتهام الجانب الروسي من الرأي العام والصحافة الغربية في الآونة الأخيرة بأن روسيا تساعد نظام بشار الأسد وتحاصر معه حلب، بعد أن كان الرأي العام منذ ثلاثة أشهر ينعت روسيا بأنها أصبحت القوة الأعظم في العالم، أثر على الموقف الروسي الذي يريد التساهل في المظهر عبر الكلام في بيان فيينا ولكن هذا لا يعني قطعياً انهم مستعدون للضغط على الأسد، بل يعني توقف الهجوم العسكري على حلب وهذا إيجابي.
استئناف المفاوضات مرتبط باستمرار وقف القتال
وأكد المصدر الفرنسي أن “الوضع الآن هو في مأزق والمبعوث الدولي ستيفان دي مستورا قال أنه غير متمكن من تحديد تاريخ لعودة المفاوضات لأنه ليس هناك من يأتي إلى طاولة المفاوضات، وباريس قالت لدي ميستورا إنها ستحاول إقناع رياض حجاب منسق المعارضة السورية التي تربطها به علاقة ثقة وصداقة للذهاب الى التفاوض وأن عليه أن يقنع فريقه بأنه سيخسر أكثر إذا امتنع عن المشاركة في المفاوضات”.
لكن المصدر اعتبر أن على المعارضة أن تظهر كيف أن الطرف الآخر (الوفد الحكومي) هو الذي لا يشارك في أي تفاوض وان ما تبحث عنه الإدارة الأميركية هو بالفعل صفقة مقبولة مع روسيا.
وشرح المصدر أن فكرة الصفقة المقبولة للولايات المتحدة مع الروس يجب أن تكون صفقة مقبولة على الأرض في سورية من الطرفين، لكن الأسد لن يقبل أي شيء لأن روسيا لن تضغط عليه، في حين أن الإدارة الأميركية ترى أن عملية فيينا هي إطار للتوصل إلى ذلك.
وشدد على أن استئناف المفاوضات مرتبط باستمرار وقف القتال وتحسين الوضع الإنساني وهاتان المسألتان أساسيتان، اما بالنسبة للنظام، فيجب على الروس أن يضغطوا عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولم يلتزم الجانب الروسي بالنجاح في إقناع النظام السوري في استئناف المفاوضات.
وأشار إلى أن اجتماعات مجموعة باريس التي سبقت فيينا حول سورية هي للتأكيد للجانب الأميركي أن هنالك مجموعة دول مهمة ينبغي الأخذ بمواقفها في المفاوضات مع الجانب الروسي.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.