نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ستسحب بطاريتي صواريخ باتريوت كانتا تحميان منشآت النفط في السعودية، وبعض الطائرات المقاتلة من المملكة، وكانت أميركا نشرت قبل أشهر جنودا وأنظمة باتريوت بالسعودية لحماية منشآتها النفطية من الهجمات.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان النزاع النفطي المستمر أو الخلاف على نسخة أخرى من الباتريوت ترغبها الرياض، هو العامل في قرار أميركا سحب بعض قواتها ومعداتها.
كما نوهت الوكالة بأن الخطوة الأميركية تأتي في الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة أنظمة باتريوت للعراق لحماية القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها هناك، والتي تعرضت لهجوم صاروخي إيراني في وقت سابق من هذا العام.
خفض الانتشار
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أمس الخميس أن الولايات المتحدة ستشرع في سحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من منشآت نفطية سعودية، وأضافوا أن أميركا تبحث خفض انتشارها البحري في مياه الخليج.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوات من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تستند إلى تقديرات المسؤولين بأن طهران لم تعد تشكل تهديدا للمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إن تخفيف وجود القوات في المنطقة شمل أيضا مغادرة سربين من الطائرات المقاتلة.
موقف البنتاغون
وتعليقاً على تقرير وول ستريت جورنال، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية للجزيرة إنه يتم بوتيرة روتينية نقل القوات والأسلحة للتعامل مع التهديدات الناشئة والحفاظ على الجاهزية.
وأضاف المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون أن البنتاغون يحتفظ بقدرات متينة في الميدان بما فيها أنظمة دفاع جوي للتعامل مع أي حالات طوارئ تتعلق بإيران.
وأوضح أن بلاده تواصل العمل مع المجتمع الدولي والسعودية لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الإقليمية.
وقال إن الشراكة الدفاعية بين واشنطن والرياض بعيدة الأمد، وتشمل طيفاً من التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وأمن الملاحة البحرية والدفاع الجوي.
استعداد سعودي
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إن “هناك دولا غنية نحميها مقابل لا شيء، وإذا كنا نقدم الحماية لبعض الدول فعليها احترامنا”. وأضاف الرئيس ترامب في تصريحات صحفية خلال اجتماعه مع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت أن السعودية ليست ضمن الدول المعنية بتصريحاته.
وأضاف الرئيس الأميركي أن المملكة دولة غنية وقد أبدت استعدادها لتحمل بعض النفقات، التي لم يسبق لرئيس أميركي آخر أن طالب بها، وذلك في إشارة لموافقة الرياض على تحمل أعباء نشر قوات أميركية في الأراضي السعودية في أغسطس/آب الماضي.
وقال مراسل الجزيرة في فرجينيا محمد الأحمد إن ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال من سحب الباتريوت لا يمكن فصله عن الغضب الأميركي من الرياض بسبب سياساتها النفطية وحرب الأسعار والحصص التي اعتمدتها في الفترة الأخيرة، وما تسببت فيه من خسائر فادحة لصناعة النفط الأميركية.
وكان السيناتور الجمهوري كيفين كريمر قد طلب قبل بضعة أيام من الرئيس الأميركي سحب قوات بلاده وأنظمة الدفاع الجوية من أراضي المملكة ردا على خوض الرياض حربا نفطية عقب انهيار اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط مع روسيا لتمديد اتفاق خفض الإنتاج النفطي ودعم أسعار الخام في الأسواق العالمية.
ونشرت وكالة رويترز قبل أسبوع تقريرا خاصا قالت فيه إنها علمت من مصادرها أن الرئيس ترامب هدد في خضم الحرب الأخيرة في أسواق النفط بقطع الدعم العسكري الأميركي عن السعودية إذا لم تتوقف عن إغراق الأسواق، وذلك في مكالمة أجراها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 2 أبريل/نيسان الماضي.
نقلا عن: الجزيرة