المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 3/3/2015
تعتبر الظروف الجوية وخاصة الهطولات المطرية من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على توفر الأعلاف و أسعارها، ونظراً لموجة الجفاف القاسية التي حدثت خلال الموسم الماضي 2014 أدت إلى انخفاض أعداد الأغنام، بسبب زيادة المبيعات من الأغنام و انخفاض الإنتاجية خلال موسم الجفاف الحاد، وقبل هذه الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، كانت تعتبر التجارة في قطاع الثروة الحيوانية ومنتجاتها، منذ عهد طويل مصدر أساسي لزيادة الدخل وتأمين سبل العيش، للأسر الريفية والمربين وتعتبر الأغنام من أهم السلع في الصادرات السورية، وتحتل الأغنام المركز الأول في التعداد الحيواني، وتربى الأغنام البلدية بشكل رئيسي لأغراض متعددة، مثل الحصول على اللحم و الحليب ومشتقاته و الصوف.
و يعمل تقريباً حوالي 20% من إجمالي اليد العاملة في في سوريا في قطاع الثروة الحيوانية، وقدرت أعداد الأغنام في سورية للعام 2011 بحوالي 18.712 مليون رأس، وتحتل سورية المرتبة الخامسة على مستوى العالم في تصدير الأغنام، وثاني دولة عربية مصدرة للأغنام بعد السودان، وتتجاوز قيمة ما تصدره سورية من الأغنام سنويا الـ20 مليار ليرة وتساهم الأغنام بـ73 في المائة من اللحوم الحمراء في سورية، بمعدل 184 ألف طن لحم، كما تؤمن 30% من الحليب المنتج، وتوفر 20 ألف طن من الصوف، كما تعد الثروة الحيوانية وخصوصا أغنام العواس، أحد مصادر النقد الأجنبي.
أما بعد أن أعلن نظام الأسد الحرب على جميع الكائنات الحية في المناطق الثائرة في سورية، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في تربية الثروة الحيوانية وخصوصاً الأغنام، حيث تحتاج مناطق واسعة للرعي، كما أنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الأعلاف المصنعة في فصل الشتاء، التي سعرها مرتفع جداً، وطريقة الحصول عليها في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة صعب جداً حيث معظم معامل الأعلاف تقع تحت سيطرة النظام، أما المعامل التي تقع في المناطق المحررة فلقد توقفت عن العمل بسبب القصف والحرب الدائرة في البلاد، وصعوبة تأمين المواد الأولية.
ولقد أفادنا ” أبو نورس” بقوله “نحن مربو الثروة الحيوانية اعتمادنا الأساس في معيشتنا على المنتجات الحيوانية وهي مصدر رزقنا، وأسعار العلف في السوق مرتفعة والمراعي قليلة بل معدومة بسبب القصف ونقاط الإشتباك والتراجع الكبير في الزراعة، وهذا إنعكس بشكل أساسي على المربين وعلى واقعهم المعيشي، وسبب مشكلات إضافية وأعباء مادية كبيرة، الأمر الذي دفع المربين إلى بيع القطعان التي يمتلكونها من الغنم أو البقر.
كما أن عدم وجود رقابة تموينية في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، جعل الكثير من اللحامين يقومون بذبح الإناث من الأغنام أو الأبقار، الأمر الذي جعل أعداد هذه المواشي يتراجع ويتناقص بشكل كبير.
ولقد ترك الكثير من الأشخاص الذين يتمهنون مهنة تربية وتسمين الأغنام هذه المهنة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، والمخاطر التي تهدد حياتهم وحياة مواشيهم، جراء الحرب وقصف طائرات النظام الذي لا يتوقف، أيضاً الأمر الذي جعل أعداد الأغنام تتناقص بشكل كبير جداً.
كما دفع هذا الأمر إلى ارتفاع أسعار اللحوم في سورية ليشكل عاملاً إضافياً يزيد من حرمان السوريين المحاصرين بين الحواجز والقصف منذ خمس سنوات، هذا ما أكده المواطن “سعيد” من الغوطة الغربية بريف دمشق، حيث قال:”إن أسعار اللحوم الحمراء شهدت ارتفاعاتٍ غير مسبوقة في أسواق ريف دمشق، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم الهبرة إلى 2000 ليرة، رغم أنّ الطلب على هذه المادة انخفض بشكلٍ كبيرٍ جداً، وغالبية المواطنين تستهلك لحم العجل والجاموس والفروج.
كما تحدث البعض عن سبب غلاء لحوم الأغنام هو تهريبها إلا خارج البلاد، بعد أن أصبحت الحدود السورية مفتوحة، أمام المهربين.
إن ظروف الحرب والجفاف وغلاء الأعلاف جعل نسبة لا بأس بها من المربين إلى التخلي عن تربية الأغنام كلياً والبحث عن فرص عمل أخرى، ولاسيما خارج سورية.