نشره منصور العمري ومايكل فايس في ديلي بيست
سجل الناشط الإعلامي السوري هادي العبد الله فيديو يوم أمس، يُظهر الدمار في حيي بستان القصر والكلاسة، الذين يسيطر عليهما المعارضة في مدينة حلب، وأشار بوضوح تام إلى أنه هجوم جوي.
ونظرًا لأن الطائرة التي قصفت حلب هي إما لنظام الأسد أو سلاح الجو الروسي، والجاني قتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين، بينهم طفل صغير مُزق رأسه، وظهرت دماغه. استولت قناة البروباغاندا الروسية “روسيا اليوم” على فيديو العبد الله وقصّت منه الإشارة إلى “الطائرات الحربية” و”الأسد”، ثم اتهمت تنظيم القاعدة بتنفيذ القصف.
لم يسرق موقع “روسيا اليوم” فيديو الناشط الإعلامي دون إذنه وحسب، بل حرر تعليقه الأصلي ليناسب أغراضه الخاصة في محاولة لإلقاء اللوم في اتفاق انتهاك “وقف الأعمال العدائية” الي أبرمته الولايات المتحدة وروسيا على الجهاديين لأنهم ليسوا طرفًا في الاتفاقية.
هذا التضليل هو جزء صغير من الطريقة التي يصور بها وكلاء وسائل الإعلام في موسكو الحرب الأهلية السورية منذ خمس سنوات، وخصوصًا منذ تدخل روسيا في النزاع في أيلول الماضي نيابة عن الأسد. ومع ذلك، يأتي هذا التشويه المعيب للأدلة في خضم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الصناعة في سوريا. إذ قتلت الضربات الجوية للنظام والقصف المدفعي للمعارضة 200 شخص الأسبوع الماضي وحده، مما يدل على انهيار الهدنة الدولية، ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 60% من القتلى من صفوف المعارضة.
دمر الطيران مستشفى القدس في مدينة حلب في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا، بما في ذلك المرضى والطاقم الطبي. كان من بين هؤلاء طبيب الأطفال القدير محمد وسيم معاذ، الذي وصفه أحد زملائه على الفيسبوك “أروع طبيب في المستشفى”.
يدعم مستشفى القدس منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الاحمر، وألقت ألمانيا اللوم على نظام الأسد لـ “انتهاكه الصارخ للقانون الإنساني الدولي.” (مرفق طبي آخر، في حي المرجة بحلب، قُصِف في غارة جوية أخرى اليوم، ما أسفر عن مقتل شخص وطفل).
وفيما يلي ما قاله العبد الله في الفيديو الأصلي عن بستان القصر والكلاسة. وبالخط العريض ما انتقته روسيا اليوم لاستخدامه في إعادة البث غير المرخص.
“إذن هنا، في مكان آخر، في حي بستان القصر، الأبنية تحترق نتيجة القصف الذي قام به الطيران الحربي على منازل المدنيين.
هنا، فرق الدفاع المدني تحاول الآن إطفاء النيران المشتعلة في منازل المدنيين، أيضاً هنا هناك عشرات الشهداء والجرحى، والعالقين تحت الأنقاض، كل شيء تهدم إن كان في الجهة المقابلة حلب تُهّدم، ففي هذه الجهة حلب تُحرق بطيران الأسد، وبصمت وبتخاذل العالم عما يجري، عما يجري في هذه المدينة.
أصعب شعور في العالم، هو أن تبحث الأم عن أطفالها تحت أنقاض منزلها، أو أن يبحث الأب عن أطفاله تحت أنقاض منزله المهدم،
هذا هو حال السكان في حلب، الكل يبحث عن أطفاله، وأب يعتنق طفلته بعد أن وجدها تحت أنقاض المنزل
الواقع أكثر من أن تصفه كلمات. لا يوجد أي أن تعبر عن بشاعة الموقف أو الحالة التي يعيشها المدنيون في مدينة حلب”.
ديلي بيست