حسم مجلس الأمن أمس، معركة التنافس على منصب الأمين العام للأمم المتحدة لمصلحة السياسي البرتغالي المخضرم أنتونيو غوتيريس الذي سيخلف الأمين العام الحالي بان كي مون ابتداء من مطلع السنة المقبلة. وعلى رغم الترحيب العام بتمكن المجلس من التوافق على غوتيريس، إلا أن النتيجة خيبت آمال تحقيق اختراق تاريخي واختيار سيدة للمنصب للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية.
وجاءت النتيجة مفاجئة أمس لناحية توقيتها بعد انتهاء الجولة السادسة من الاقتراع السري، إذ لم يكن متوقعاً أن يتوصل المجلس إلى هذا التوافق بهذه السرعة، مع ترجيحات بأن روسيا امتنعت عن التصويت لصالح غوتيريس، إلى جانب نيوزيلندا.
وخرج سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الخمسة عشر يتوسطهم السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي يترأس المجلس الشهر الجاري، ليعلن التوافق على ترشيح غوتيريس وإحالة اسمه الى الجمعية العامة اليوم كمرشح وحيد لمجلس الأمن، ليصار إلى تزكية ترشيحه في الجمعية العامة في وقت لاحق.
وحصل غوتيريس على تأييد ١٣ دولة عضواً في المجلس فيما امتنعت دولتان عن التصويت قال ديبلوماسيون في المجلس إنهما نيوزيلندا التي تشارك في المنافسة على المنصب من خلال المرشحة هيلين كلارك، وروسيا «على الأرجح التي أرادت إيصال رسالة بتمسكها بضرورة انتقال المنصب إلى أوروبا الشرقية، عملاً بالتسلسل الجغرافي بين المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة».
وعلى رغم تعويل دول ومنظمات غير حكومية على إمكان وصول امرأة الى سدة الأمانة العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى، اختار مجلس الأمن التوافق على منح الثقة لغوتيريس. واستطاع رئيس الحكومة البرتغالية السابق الاحتفاظ بصدارة السباق منذ اليوم الأول، وأجمع ديبلوماسيون على أن فوزه يعود إلى تاريخه الحافل في المنظمة الدولية، خصوصاً في منصب المفوض الأعلى للاجئين لمدة ١٠ سنوات، والاتحاد الأوروبي، وسجله السياسي في البرتغال التي تولى رئاسة الحزب الاشتراكي فيها ثم رئاسة الحكومة.
وإلى جانب المنافسة على منصب الأمين العام، شهدت الأمم المتحدة تنافساً خفياً آخر على المناصب العليا المحيطة بالأمين العام، على غرار نائب الأمين العام ووكلائه ومساعديه.
وقال ديبلوماسيون إن روسيا «رشحت أحد مواطنيها لتولي منصب وكيل الأمين العام للشؤون السياسية» الذي يشغله حالياً الأميركي جيوفري فيلتمان «في محاولة إما للفوز بالمنصب أو لإخراج الولايات المتحدة منه».
كما أن الصين رشحت للمرة الأولى أحد مواطنيها لتولي منصب وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، الذي يشغله حالياً الفرنسي إيرفيه لادسوس.
وكان غوتيريس بدأ حياته السياسية في سن الخامسة والعشرين عام ١٩٧٤ بالانضمام إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي وتدرج في مناصب قيادية فيه بعيد انتهاء فترة الديكتاتورية والدخول في البرلمان ممثلاً عن لشبونة عام ١٩٧٦، ثم رئاسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان البرتغالي عام ١٩٨٨.
وعلى رغم محاولات تعويم المرشحات النساء إلى منصب الأمين العام، احتفظ به ثمانية أمناء عامين من الرجال منذ تأسيس المنظمة الدولية قبل ٧٠ عاماً، لم تحقق المرشحات نتائج كافية في جولات الاقتراع التي بدأت في تموز (يوليو) الماضي.
الحياة اللندنية