استخدام البراميل المتفجرة في محافظة درعا أدى إلى مقتل 1177 مدنيًّا، أربعون بالمئة منهم نساء وأطفال وساهم في تهجير مئات الآلاف، ممهدًا الطريق للاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الخميس 12 أيلول (سبتمبر) تقريرًا بعنوان “النظام السوري ألقى نحو 11 ألف برميل متفجر على محافظة درعا، تسبب في مقتل 1177 مدنيًّا، 40% منهم نساء وأطفال”، مشيرة إلى أن استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة ساهم في تهجير مئات الآلاف من السكان، ما مهد الطريق للاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم.
ويشير التقرير إلى أن النظام السوري بدأ باستخدام البراميل المتفجرة كسلاح في تموز (يوليو) 2012، حيث استخدم النظام هذه القنابل القاتلة التي يتم تصنيعها في ورشات مخصصة لاستهداف المناطق التي خرجت عن سيطرته. ويقدم التقرير وصفًا موجزًا لعملية التصنيع وطبيعة استخدام البراميل المتفجرة، كما يشرح كيف تؤكد الأدلة الوفيرة أن البراميل المتفجرة هي أسلحة بدائية عشوائية يكاد يكون من المستحيل استخدامها بدقة لإصابة أهداف محددة، وبالتالي فإن من يستخدمها لا يستطيع التمييز بشكل واقعي بين الأهداف المدنية والعسكرية، وهذا يعني أن استخدامها يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
كما يقدم التقرير ملخصًا موجزًا لعمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدؤوب في توثيق استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة، حيث نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في هذا الشأن مئات الأخبار وعشرات التقارير التي تم استخدامها كمصادر من قبل مختلف الهيئات الدولية والحكومات حول العالم، وخاصة منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2139، والذي أدان صراحة استخدام النظام للبراميل المتفجرة، وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقارير دورية لتقييم ما إذا كان النظام قد توقف عن استخدام هذه الأسلحة أم لا.
وأشار التقرير إلى أن طائرات النظام المروحية وثابتة الجناح ألقت ما لا يقل عن 81916 برميلًا متفجرًا على مختلف أنحاء سوريا منذ تموز (يوليو) 2012 حتى آذار (مارس) 2020، وهو الشهر الأخير الذي تم توثيق استخدام البراميل المتفجرة فيه، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11087 مدنيًّا، بينهم 1821 طفلًا و1780 امرأة (أنثى بالغة). كما استخدمت البراميل المتفجرة في ما لا يقل عن 728 هجومًا على مراكز حيوية مدنية، من بينها 104 هجمات على منشآت طبية، و188 على مدارس، و205 على مساجد، و57 على أسواق. كما استخدم النظام براميل متفجرة محملة بغازات سامة في 93 هجومًا، بينما استخدمت براميل متفجرة محملة بمواد حارقة في أربع هجمات استهدفت مناطق مدنية.
ووثّق التقرير إلقاء طائرات النظام السوري الحربية والعسكرية قرابة 11153 برميلًا متفجرًا على محافظة درعا منذ تموز (يوليو) 2012 حتى آب (أغسطس) 2018، وشهد عام 2015 العدد الأكبر من البراميل المتفجرة التي ألقيت على المحافظة في عام واحد، يليه عام 2017، ثم عام 2014. وشكلت البراميل المتفجرة التي ألقيت في تلك الأعوام الثلاثة مجتمعة ما نسبته 75% من إجمالي البراميل المتفجرة التي ألقيت على المحافظة.
ووثَّق التقرير مقتل 1177 مدنيًّا بينهم 272 طفلًا و193 سيدة (أنثى بالغة) نتيجة استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في محافظة درعا منذ تموز (يوليو) 2012 حتى آب (أغسطس) 2018، كما أكَّد التقرير أن الضحايا من النساء والأطفال شكلوا نحو 40 بالمئة من إجمالي الضحايا المدنيين.
وأكد التقرير أن النظام السوري تجاهل بشكل كامل قرار مجلس الأمن رقم 2139 الصادر في 22/ شباط/ 2014، حيث خرقه نحو 9428 مرة في محافظة درعا وحدها، حيث استخدم البراميل المتفجرة بشكل مكثف ومفرط في هجماته على محافظة درعا، ولم يتوقف عن استخدامها إلا في آب (أغسطس) 2018 بعد إعلانه السيطرة الكاملة على المحافظة.