تقول الاندبندنت في مقال لها ترجمه المركز الصحفي السوري، أن السماء السورية قد حصلت على صفة الخطيرة في 24 تشرين الثاني عام 2015، وذلك بعد أن أكدت وزارة الخارجية التركية خبر إسقاط طائرة مقاتلة على الحدود التركية مع سوريا، كما وأكدت وزارة الخارجية الروسية بعد وقت قصير، أنها قد فقدت طائرة من نوع سيخوي 24 فوق سوريا.
ولا يزال الوضع متوتراً، حيث تم تصوير اثنين من الطيارين يقفزون من الطائرة المصابة، يقال أن أحدهم وقع أثير بين أيدي ثوار جبل التركمان المدعومين تركياً، بينما لايزال الغموض يلف مصير الطيار الثاني.
وقد وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الحادث “بالطعنة في الظهر، نفذت من قبل شركاء الإرهابيين، وسيكون لإسقاط الطائرة عواقب وخيمة، بما في ذلك العلاقات الروسية التركية”.
وقد ألغى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زيارة إلى تركيا عقب الحادث، كما وأعلن حلف شمال الأطلسي عقد اجتماع في بروكسل لبحث تداعيات حادث اسقاط الطائرة.
ماهي الظروف المحيطة بهذا التصعيد؟؟؟
يأتي هذا التصعيد في أعقاب هجمات باريس، بينما توشك الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على التوصل إلى اتفاق مبدئي مع روسيا لحل المعضلة السورية على أساس انتقال محتمل للسلطة، تركيا وبعض الدول الشرق أوسطية من المسلمين السنة، ليسوا سعداء في احتمال التوصل الى اتفاق من شأنه أن يبقي على الأسد في السلطة، ولو لفترة مؤقتة، أما وفي الجهة المقابلة، فتحرص كل من إيران وروسيا على الإبقاء على حليفهم في السلطة، على الرغم من أن روسيا قد أظهرت بعض الليونة حيال هذا الأمر، لكنها تصر على أن الأولية هي محاربة تنظيم الدولة.
وبعد هجمات باريس، كانت فرنسا سريعة التحرك ضد تنظيم الدولة، وأظهر حلف شمال الأطلسي قبوله أن الأولوية هي للتحرك ضد التنظيم، وترك مسألة الأسد في الوقت الراهن.
ويأتي السؤال هنا، هل سيذهب إسقاط الطائرة بهذه الأرضية المشتركة أدراج الرياح؟
ومنذ أن بدأت روسيا التحليق فوق سوريا في آب 2015، كان هناك قلق كبير في الحفاظ على مجال جويٍ آمن، على الأقل في الهواء، سواء للطائرات المدنية أو غير المدنية، وفي أوائل شهر تشرين الأول أعربت كل من الحكومتين التركية والأمريكية عن قلقهما المتزايد إزاء انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي، وقصف قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا والغرب.
وفي كل مرة كانت وزارة الخارجية الروسية تأكد على أن أي انتهاك للمجال الجوي التركي هو حادث عرضي، وسيتم منعه في المستقبل، وفي تعليق له على حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري :” لتركيا الحق في الرد وعمل ما تراه مناسب عند انتهاك سيادة الأراضي التركية، وهناك أدلة متزايدة على انتهاك روسيا لسيادة الأراضي التركية.”
قواعد الاشتباك
أين سيضع هذا الأمر علاقة روسيا مع تركيا وحلف الناتو؟ فقد حاولت الحكومة الروسية عدم وصف حادث إسقاط الطائرة بالعمل العدائي، ومن جهتها فقد أعلنت الحكومة التركية أن طائراتها حذرت الطائرة الروسية سيخوي 24 عشرة مرات قبل اتخاذ أي إجراء.
وتذكر الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي، أنه لم يعد هناك مجلس مشترك بين الناتو وروسيا، يساعد في تجنب مثل هكذا حوادث، ومع ذلك، فقد أنشأوا خطاً ساخناً للتعاون الثنائي في أيار من عام 2015.
تضيف الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن هناك مشكلة واضحة هنا في صراع أكبر، فتركيا التي تقف ضد استمرار نظام بشار الأسد، ولها قوات وجماعات معارضة في سوريا للمساعدة في اسقاط النظام، ودخول روسيا الحرب، قد يجعل الزعماء الغربيين أكثر مرونة في السماح للأسد في البقاء في السلطة لفترة أطول، فكلٍ من روسيا وإيران، وناهيك عن حزب الله، هم ضد إزالة الأسد من السلطة.
الحاجة إلى رؤوسٌ باردة
هناك قلق شديد من أن يمثل هذا الحدث تحولاً نوعياً في قواعد ما أشار إليه البعض على أنه حرب باردة جديدة، ومن المرجح أن نشهد إسقاط العديد من الطائرات ولأي سبباً من الأسباب.
تختم الصحيفة مقالها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بالقول: طالما بمقدور كل من روسيا وتركيا العمل على تجنب تكرار مثل هذه الحوادث ثانيةً، فليس هناك أي داعي لدخول حلف شمال الأطلسي على الخط ، ومن المرجح أن تكون روسيا أكثر عناية، بدلاً من التسبب في مزيد من التدهور في الحرب التي أودت بحياة ما يكفي من ضحايا.
المركز الصحفي السوري محمد عنان