تناولت صحيفة الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، اتهام النظام السوري المملكة العربية السعودية بمحاولة تقويض جهود السلام، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش يومه الثالث في المنطقة التي مزقتها الحرب.
وقالت مصادر حكومية سورية أن حديث المملكة السعودية عن وجود “خطة بديلة” في حال فشل الهدنة، ما هو إلا محاولة لإفشال وقف العمليات القتالية.
حتى الآن، شهدت معظم أنحاء البلاد انخفاض كبير في معدلات العنف، مما انعكس إيجاباً على عملية إيصال المساعدات الانسانية وتسليمها للمحاصرين في بعض المدن السورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله في بيان لوسائل الإعلام الرسمية، “ما تحدث عنه وزير الخارجية السعودية “عادل الجبير” حول وجود خطة بديلة بشأن التطورات الحالية في سوريا هو مجرد وهم في ذهن النظام السعودي، ومحاولة الجبير تهدف لوضع حد لاتفاق وقف العمليات القتالية”.
وفي ثان أيام الهدنة والتي تمت بوساطة روسية-أمريكية، قال الجبير أن النظام السوري وحليفه الروسي انتهكوا الهدنة، وأن هناك خطة بديلة في حال تم التأكد من عدم جدية النظام السوري وحلفائه في وقف إطلاق النار، لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى عن هذه الخطة.
وكان من المقرر أن تعقد مجموعة عمل دولية، اجتماعاً اليوم الاثنين، في محاولة منها لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، كما وسارعت الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى آلاف المدنيين المحاصرين.
وقال دبلوماسي غربي أن المجموعة التي ترأسها موسكو وواشنطن، ستبحث في ادعاءات وجود مجموعة من الانتهاكات.
تابعت الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تبادلت روسيا، الداعم الرئيسي لنظام الأسد، والهيئة العليا للمفاوضات الاتهامات بخرق الهدنة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك أيرولت” يجب على الجميع التأكد من صحة هذه الإدعاءات، مع التأكيد على السعي لتحقيق هذه الهدنة وتطبيقها بشكلٍ ملموس وواقعي.”
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” وجود بعض الخروقات، لكن لايزال الاتفاق قائماً بصفة عامة، وقال للصحفيين في جنيف: “اعتباراً من اليوم يمكن القول أننا نشهد انخفاض في نسبة الأعمال العدائية، ولا يخلوا الأمر من وجود بعض الحوادث.”
أما المبعوث الأممي إلى سوريا، “ستيفان دي ميستورا”، أكد على السعي لعقد جلسة محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة يوم 7 من آذار المقبل، مدعومة وبدرجةٍ كبيرة باتفاق وقف القتال، مما سمح بإيصال قدرٍ أكبر من الإغاثة الإنسانية.
وقال مرصد في الأمم المتحدة لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” إن الغرض من هدنة هو فتح الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من 480 ألف مدني يعيشون في المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية.
ومن المقرر أن تتوجه قافلة مساعدات إلى مدينة معضمية الشام، التي تحيط بها قوات النظام جنوب دمشق.
وفي الوقت نفسه، صرح نائب وزير الخارجية الروسي “سيرجي ريابكوف” بأن سوريا قد تتحول إلى دولة فيدرالية إذا كان يعمل هذا النموذج في البلاد، وأضاف قائلاً ” اذا خلُصت المباحثات والمشاورات حول سوريا إلى أن النظام الاتحادي هو الحل الأمثل للحفاظ على سوريا دولة موحدة ومستقلة ذات سيادة، فإنه سيتم البحث في هذا الخيار”.
ختمت الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السور ي، بالقول بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية التي أودت بحياة ما يزيد عن 250 ألف شخص، وتشريد نحو 11 مليون شخص عن منازلهم، تواجه الرقعة الجغرافية السورية خطر التقسيم، وخصوصاً بعد كثرة الفصائل المتقاتلة على الأرض، بما في ذلك الحكومة وحلفائها، والأكراد المدعومين من الغرب، بالإضافة إلى فصائل المعارضة ومسلحي الدولة الإسلامية.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان
اضغط للقراءة من المصدر