ذكرت الاندبندنت في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، تناولت تحذير لوزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، اليوم الأربعاء، أن بعض الأجزاء من الجالية المسلمة في بريطانيا ما تزال تنظر إلى حملة القصف التي تقوم بها بريطانيا ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، على أنها “صراع الحضارات” بين الإسلام والمسيحية.
وفي خطوة غير مسبوقة، قامت وزارة الدفاع بدعوة حوالي 30 من قادة الرأي المسلمين لإطلاعهم على أهداف الحملة الجوية التي تقوم بها وزارة الدفاع البريطانية، وذلك بحضور رئيس هيئة أركان الدفاع الجنرال غوردون ماسنجر.
وتأتي هذه الخطوة كاعتراف من الحكومة البريطانية بالصعوبات التي تواجهها لتوصيل وجهة نظرها وغايتها للبريطانيين المسلمين في وجه الحملة والآلية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن في الوقت نفسه، قال أحد المدعووين إن الحكومة أتت في وقت متأخر، وأن أمام الحكومة البريطانية مهمة شاقة لتغيير السرد المطروح حول انخراط بريطانيا في سوريا داخل المجتمع الإسلامي.
وفي كلمته أمام المنظمات الإسلامية، ومن بينها اتحاد المنظمات المسلمة ورابطة المدارس المسلمة، شبّه السيد فالون التدخل البريطاني في سوريا بتدخلها في كوسوفو والبوسنة في التسعينيات من القرن الماضي، وقال إن الهدف هو حماية السكان المدنيين المسلمين وليس تأجيج الخلافات بين السنة والشيعة.
تتابع الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع اعتراف الوزير فايلون بأن الجيش لم يواكب التحول الذي شهده المجتمع البريطاني وتحوله إلى مجتمع متعدد الثقافات وينظر إليه بكثير من الأحيان بأنه “كيان متآلف” لايمثل البلاد كلها، وكرر تعهده بتجنييد 10% من أبناء الأقليات في بلاده، وقال :”أريد أن أرى المزيد من الجنود المسلمين، والبحارة والطيارين في صفوف قواتنا المسلحة، ومن أجل تحقيق التقدم، نحتاج إلى أن نظهر لمجتمعاتنا العظيمة أن قواتنا المسلحة ليست كيان متآلف بعيدة عن حياتهم، ولكنها تعمل نيابةً عنّا للحفاظ على قيم نعتز بها جميعا”.
وتطرق السيد فالون في حديثه إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن هذا التنظيم قد نجح في الوصول إلى وجدان الشباب المسلم، وتصوير القوات المسلحة أنهم”معتدين دينياً”.
وأضاف قائلاً :”نحن ندرك أن هناك بالفعل بعض الخرافات والمفاهيم الخاطئة بين الناس، ونحن حريصون على تبديدها، وبالتأكيد سوف يعمل أعداؤنا وسيبذلون كل ما في وسعهم لتصوير تدخلنا على أنه صراعٌ بين الحضارات. لذلك اسمحوا لي أن أقول بشكل قاطع هذه ليست حربا ضد المسلمين، وأنها ليست للوقوف إلى جانب أحد بين السنة والشيعة أو لاستهداف الأبرياء، إنما تشارك قواتنا فقط في سوريا والعراق لهزيمة الجماعات الإرهابية هناك”.
وأضاف فايلون”على الرغم من أنها تناسب الأغراض الدعائية التي تخص خصومنا، وتساعدهم في التظاهر أن بريطانيا لا تهتم، فهذا البلد لايتوانى أبداً عن الدفاع عن مواطنيه، وهندما يتهدد أمن المنطقة واستقرارها، لم يكن هذا هو الحال في البوسنة. ولم يكن كذلك في كوسوفو. وليس هو الحال الآن “.
ختمت الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري بترحّيب فياز المغول المتخصص في المسائل الإيمان بالمبادرة، محذراً في الوقت ذاته بأن يكون قد تأخر الوقت، وقال:”لا يزال هناك حتى الآن، فجوة كبيرة في استراتيجية الاتصال الحكومي بما يخص مشاركتنا في سوريا والعراق”.
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
رابط المقال في الصحيفة:
الاندبندنت