تقول الاندبندنت في تقريرها الذي نشرته اليوم الأحد وترجمه المركز الصحفي السوري، تناولت فيه أن قرار مجلس العموم في الموافقة على قصف أماكن سورية، كانت موضع ترحيب من الشارع العام البريطاني، وقد كان هناك شبه إجماع على أن القصف وحده لن يستطيع القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه سيحد من حرية حركة أفراد التنظيم، وحركته الاقتصادية.
وقد حمل التصويت في مجلس العموم، أهمية دبلوماسية وسياسية، بالإضافة إلى الأهمية العسكرية، وإن الفشل في الحصول على الموافقة كان سينعكس سلباً، وبشكلٍ كبيرٍ على مكانة بريطانيا في العالم، وعلاقتها بجيرانها الأوروبيين، وإظهارها إنها تقوم بدروها عالمياً.
بالإضافة إلى ذلك، إكتنف هذا القرار العسكري، العديد من الجوانب الإنسانية، التي شغلت وسائل الإعلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، فالملايين من الناس قد غادروا سوريا، والعدد مرجح للزيادة. ولا يمكن للأمم المتحدة التعامل مع هذه الأعداد في الوقت الراهن، وخصوصاً مع دخول فصل الشتاء، فعلى أقل تقدير، إذا أراد ساسة أوروبا من السوريين البقاء في بلادهم، فإنهم في حاجة ماسة لعملية سياسية تساعدهم على ذلك.
وكانت القضية التي نوقشت يوم الأربعاء مراراً وتكراراً بهدف وضع حدٍ لهذا الصراع، وباختصار، ما هي الخطة؟ نصت الخطة أن تكون هناك نظرة للمستقبل، من خلال النظر إلى الماضي، فسوريا التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، واستمر الأمر حتى توقيع معاهدة فرساي عام 1919، وبعدها أصبحت إقليم تابع لعصبة الأمم بين عامي1923-1945، وقد واجهت بعدها العديد من المشاكل بعد أن أصبحت دولة قومية، فحدودها كانت مرسومة بشكل تعسفي من قبل القوى العظمى في نهاية الحرب العالمية الأولى. واستمرت هذه المشاكل حتى يومنا هذا وكانت النتيجة الحتمية لذلك الدكتاتورية.
تتابع الصحيفة تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، إن إزالة “الرجل القوي” والفوضى هو الهدف المنشود. ولطالما كانت سياستنا هي السعي لتحقيق الديمقراطية، وهذا ما صعب من إيجاد أي تسوية. والتفكير في إزالة شر واحد وهو الدكتاتورية، يجعل من الصعوبة بمكان العثور على الطريق إلى الأمام.
ونظرا لتعقيدات الوضع السوري، فإن إيجاد تسوية سياسية تبدو بعيدة جداً، دون وجود تصور مسبق لما ستكون عليه سوريا بعد الحرب، والتي لا يوجد بصيص أمل في نهايتها في الأمد المنظور،. فربما أفضل الخيارت المتاحة الآن هو إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس، هذا الأمر الذي ربما يتفق عليه الجميع، وتفويض الأمم المتحدة ،كتدبير مؤقت، لفرض حلول.
وحقيقة أن روسيا تلعب دورها في محاولة هزيمة تنظيم الدولة، يجب ان يعطي الأمل في أنه يمكن أن تتوحد هذه الجهود، وتصبح مشروع خطة معقولة للأمم المتحدة، وأيامنا هذه تشهد تدخلين للأمم المتحدة في شؤون بعض الدول،وذلك بسبب غياب خطة مناسبة للانعاش بعد انتهاء الصراع، ففي أفغانستان أعطيت الأولوية للاحتياجات طويلة الأمد، بدل من الاحتياجات على المدى القصير، وتلك التي ربما تتعارض والمحافظة الاجتماعية، فما يهم في الأسابيع التي تلي مرحلة الصراع، هي الأشياء التي لا تستغرق أكثر من 100 يوم لتجعل الحياة أفضل بشكل كبير، مثل الطاقة الكهربائية والوقود والمياه الصالحة للشرب، والغذاء، والمأوى.
تضيف الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركزالصحفي، أن هذا العمل يعتبر مكلف جداً، ففي الصراعات السابقة تم تخصيص 1% من الإنفاق العسكري، أما هذه المرة فالفوز في السلام يجب أن يكون بنفس أهمية كسب الحرب، ونحن محظوظون لأن لدينا وزارة للتنمية الدولية مع ميزانية كبيرة لدعم هذه العملية، وقد نجحت بريطانيا من خلال هذه الوزارة بتوقيع اتفاق دايتون 1995 للسلام في البوسنة والهرسك.
إن الهجرة الجماعية التي شهدناها في الأشهر الأخيرة ما هي إلا جزء بسيط لنتائج العنف؛ وينظر للمستقبل بكثيرٍ من اليأس. شراكة سياسة دولية خارجية واضحة ستقلل من عدم الوضوح وضبابية الحل، والذي هو المحرك الرئيسي للهجرة الجماعية. إجماع دولي سريع بشأن سوريا، لتصبح بعدها الأراضي السورية تحت تفويض الأمم المتحدة، قد لا يكون هذا هو الحل كله، لكنه أفضل من لا شيء، ويمكن، بعدها أن تكون الخطوة التالية لإنهاء الحرب وتوفير الوقت لتعمل الديمقراطية عملها في هذا البلد التعيس.
المركزالصحفي السوري – محمد عنان