تتناول الاندبندنت في تقريرها الصادر يوم الأربعاء، وقام المركزالصحفي السوري بترجمته،السياسة المحتملة لبريطانيا في حال تصويت مجلس العموم على قرار المشاركة في الحرب على تنظيم الدولة وضرب أهدافه داخل سوريا، ومن المتوقع أن يُتّبع نفس الأسلوب الذي اتّبع في العراق، ويسمى “بعملية شادر”، اسمٌ غير معروف للكثير من الأشخاص، حتى أولئك المهتمين بالسياسة الخارجية البريطانية، ولكنها الحرب الوحيدة التي انخرط فيها هذا البلد حالياً، وذلك باستخدام الأسلحة التقليدية.
ويقوم سلاح الجو الملكي البريطاني بتنفيذ غارات جوية في العراق منذ مطلع شهر أيلول2014، على بعد نحو 100 ميل إلى الشرق، من مكان الغارات المتوقعة والوشيكة والمثيرة للجدل في سوريا، وقد أنجزت هذه المهمة إلى الآن بعد أن قامت بنحو 340 ضربة جوية، أسفرت عن قتل أكثر من 350 من المقاتلين، ودمرت العشرات من القواعد والمركبات القتالية، ومخازن الذخيرة، وقواعد الاتصالات، ومرافق للتدريب، وذلك وفقاً لمسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية.
وقد نفت وزارة الدفاع الأخبار التي تناولت أنباء عن سقوط ضحايا من المدنيين، فالمرة الوحيدة التي طُرحت خلالها تساؤلات جدية حول وقوع وفيات على الأرض، كانت بعد استهداف طائرة بدون طيار، لكلٍ من رياض خان وروح الأمين، وهما مواطنين بريطانيين كانا بين صفوف الجهاديين في سوريا.
وعموماً تتابع الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي، بالقول إن المهمة المقترحة في سوريا، هي امتداد للمهمة في العراق، وستبدأ الهجمات بعد ساعات من تصويت مجلس العموم، مع رحلات تقلع من إيطاليا، وربما من اسكتلندا، وسيتم توجيه العمليات من مركز التحالف المشتركة للعمليات الجوية في العديد في قطر، وبالتواصل مع القيادة العامة من (المقر الدائم المشترك) في نورثوود، ميدلسكس.
وإذا قررت الحكومة تسليح أكثر من طائرة بصواريخ هيلفاير، فإن ذلك سينتج عنه المزيد من القتل بين الجهاديين البريطانيين من قبل الدولة البريطانية، ويتواجد معظم هؤلاء في سوريا بدلاً من العراق، وكأنها تتبع النظرية القائلة : “أطلق النار لتقتل”، هذه العبارة التي يستخدمها زعيم المعارضة جيريمي كوربين.
وقد اكتسب ديفيد كاميرون موقفاً قوياً بين المؤيدين لقتل رياض خان وروح الأمين، معلناً أنه مستعداً لإعطاء الضوء الأخضر لمزيد من هذه الهجمات لحماية الأمن القومي لبلاده، وقد سارع بعدها بالقول إن بريطانيا لعبت دوراً كاملاً في العملية الأميركية لقتل محمد إموازي، القاتل الملثم، واسمه في بعض الأوساط الجهادية “جون”.
والجدير بالذكر أن المساهمة الغربية في الحملة الجوية من المرجح أن تزيد بدلاً من أن تقل في المستقبل، وذلك على عكس مشاركة الشركاء الإقليميين في التحالف، التي أخذت بالانحسار شيئاً فشياً، فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نقلوا أكثر طائراتهم للمشاركة في الحملة ضد المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن، والأردن الذي نفذ موجة من الضربات، في أعقاب حرق تنظيم الدولة لأحد الطيارين الأردنيين، وقد اكتفت البحرين بتنفيذ العديد من الغارات خلال شهر شباط الماضي، ولا تزال البعثات القطرية المحدودة تحلق فوق سوريا، وتستمر تركيا في التركيز على ضرب الانفصاليين الأكراد أكثر من استهداف تنظيم الدولة.
تختم الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركزالصحفي، بالقول، لا يوجد اقتراح في الوقت الحاضر أن تتحول هذه الحملة الجوية للمملكة المتحدة لتصبح واحدة على الأرض، وعملية شادر بالتأكيد لا تشير لوجود أعداد كبيرة من القوات على الارض، على الرغم من أن نواب من لجنة الدفاع في مجلس العموم وخلال زيارة إلى العراق في وقت سابق من هذا العام، “اشتكوا من قلة القوات البريطانية الموجودة هناك، وكيف يعود معظمهم من الجبهة”، وذلك بالمقارنة مع مجموع القوات الأمريكية في العراق، والذين سيصل عددهم لنحو 3500 جندي؛ والقوات الأسترالية يبلغ تعدادها نحو 600 جندي، وعلى وشك أن يضاف لهم 330آخرين، بينما آخر مجموع القوات البريطانية في العراق هو275 فقط.
المركز الصحفي السوري
محمد عنان
الاندبيندنت