وبينت تقارير جمعية حقوق الإنسان أن معظم الحالات كنّ ضحايا أسر مفككة ولم يجدن الرعاية المطلوبة، وكذلك إشراف مختصين اجتماعيين ونفسيين غير المؤهلين.
من جهتها، كشفت مديرة دار الفتيات بمكة المكرمة حفصة شعيب أن محاولات الانتحار بين النزيلات باتت ظاهرة وتحدث بشكل متكرر، مؤكدة أن العاملات والأخصائيات الاجتماعيات في الدار يتداركنها في الأوقات المناسبة وتتم السيطرة على معظمها.
وتشدد شعيب على أن كثرة محاولات الانتحار بين بعض النزيلات تأتي بهدف لفت الانتباه إليهن، وجذب المزيد من الاهتمام.
من جانبها تؤكد الأخصائية الاجتماعية نورة العمر أن المسؤولين في دور الفتيات يحاولون قدر المستطاع تقليل الظواهر السلبية، خاصة تلك التي قد تؤثر على مجرى حياة أي نزيلة سواء داخل الدار أو حتى بعد خروج النزيلة منها، غير أن صعوبة الوضع تجبر بعض الفتيات على التفكير في الانتحار.
وتقول لـ “العربي الجديد” :”الوضع الذي تعيشه الفتيات في مثل هذه الدور وقسوة الأهل على بناتهن يدفع البعض منهن إلى محاولة الهروب بالانتحار”، مضيفة “انتحار إحدى النزيلات في مكة المكرمة وقبلها أخرى في حائل يعود بشكل عام للحالة النفسية المتدنية لنزيلات هذه الدور، وعدم تقبل المجتمع للحالات التي وقعت في أخطاء قد تكون صغيرة جداً”.
وتستدل العمر ببعض الحالات التي مرت عليها من فتيات يعتبرن أنفسهن قذرات ولا يستحققن الحياة، وتقول:”مثل هذه التصرفات تؤدي إلى احتقار الذات، ومع قسوة الأهل، ورفضهن تقبّل بناتهن فيما بعد يقوي الرغبة في الانتحار”.
وتشدد العمر على أن عشر محاولات انتحار في خمسة أشهر يعتبر رقماً كبيراً جداً وخطيراً، محذرة من أن الأمر قد يتحول لظاهرة مؤسفة إذا لم يتم التعامل معه بشكل جدي.
وتضيف :”لا بد من تأهيل الأخصائيات بشكل علمي واسع لمتابعة وعلاج مثل هذه الحالات، وأيضاً من الظلم الاستمرار على النظام الحالي الذي يمنع خروج الفتاة من دار الرعاية بعد إكمالها لعقوبتها إلا بموافقة ولي أمرها، واطلعت على حالات مكثن أكثر من عشر سنوات في الدار لأن والدها رفض خروجها على الرغم من أن الحكم الصادر بحقها كان ستة أشهر فقط، مثل هذه الفتاة لن يكون من المستغرب أن تفكر في الانتحار فعلا”.
العربي الجديد