تعرف المحافظات السورية، خلال الأسابيع الأخيرة عمليات اغتيال ممنهجة استهدفت أساسا قيادات فصائل إسلامية.
وربط محللون هذه العمليات بالتسوية السياسية التي ستبدأ فعليا في الـ 25 من هذا الشهر باجتماعات مباشرة بين وفدي المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
ويلاحظ أن معظم القادة الذين تم استهدافهم هم ينتمون لفصائل منضوية ضمن الهيئة العليا للمفاوضات التي تم تشكيلها منذ فترة في المملكة العربية السعودية، والذين توجد عليهم احترازات كبيرة خاصة من قبل روسيا والنظام السوري.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل نحو عشرين قياديا من فصائل مقاتلة على أيدي مجهولين، خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها “اغتيال” أمير حركة أحرار الشام في حمص (وسط).
ونقل المرصد السوري أن “مسلحين مجهولين اغتالوا الثلاثاء أمير حركة أحرار الشام في حمص أبو راتب الحمصي بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي”.
وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، فيما يتواجد تنظيم الدولة الاسلامية في الريف الشرقي وخصوصا مدينة تدمر الأثرية.
وأفاد المرصد بأنه خلال شهر ديسمبر “شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال على الأقل طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلين في جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)”.
وقبل أربعة أيام “اغتال مسلحون مجهولون عبدالقادر ضبعان قائد كتيبة في حركة أحرار الشام عبر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي”.
وقال توماس بييريه، الخبير في الشؤون السورية في جامعة أدنبرة، إن “النظام وحلفاءه هم المشتبه بهم الأساسيون” وراء هذه العمليات، موضحا أن “أحد أسس الاستراتيجة التي وضعتها روسيا منذ سبتمبر تعتمد على الإطاحة بقيادة الفصائل، وهذا يحصل عن طريق الغارات الجوية محددة الأهداف أو عبر مجموعات على الأرض”.
وتشن موسكو حملة جوية في سوريا منذ 30 سبتمبر، تقول إنها تستهدف تنظيم داعش و”مجموعات إرهابية” أخرى. وتتهمها دول غربية وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات التي يصنف بعضها في إطار “المعتدلة”.
العرب