نطالع في صحيفة الـ “الواشنطن بوست” الأمريكية: “أميركا تغدر بحلفائها”
نشرت الصحيفة مقالاً تحدثت فيه عن سياسة الولايات المتحدة إزاء الحرب في سوربا ، وتقول بأن عدم تدخلها بسوريا أدى إلى تقاتل حلفائها في البلاد في أعقاب التدخل العسكري التركي ، وأضافت قائلة أن أميركا غدرت بهؤلاء الحلفاء ، وأشارت إلى أن رئيس تركيا (رجب طيب أردوغان) أرسل قوات خاصة ودبابات لسوريا لدعم الجيش السوري الحر ، وذلك لاستعادة مدينة جرابلس الحدودية شمال البلاد .
وتقول، بأن الخطوة التركية تعتبر التزماً من جانب أنقرة لمواجهة تنظيم الدولة ، ولكن مع مواصلة تركيا الهجوم داخل سوريا يوضح أن هدفها الاستيلاء على الأراضي التي يسيطر عليها حليف اخر من حلفاء أميركا ممثلاً بالأكراد الذين بدورهم يقاتلون ضد تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تقديم الولايات المتحدة الغطاء الجوي للتدخل العسكري التركي في سوريا ، إلا أن الرئيس أوباما أعرب عن أن الاشتباكات مع الأكراد في سوريا تعتبر أمراً غير مقبول ويمثل قلق عميق .
كما قالت الصحيفة، إن أوباما أرسل قوات خاصة لحماية ودعم الأكراد السوريين ، الذين يحاولون إقامة منطقة حكم ذاتي على طول الحدود التركية ،بينما نفس الطائرات هي التي تحمى وتقوم بعملية التأمين الجوي أو الغطاء الجوي لتركيا التي تسعى إلى منع الأكراد من إقامة أي كيان على حدودها.
ونشرت صحيفة الـ “نيويورك تايمز”، “الأكراد يشعرون بأن أمريكا تتخلى عنهم مرة أخرى”
تقول الصحيفة، لعامين أو يزيد، والطائرات والأسلحة والتمويل الأمريكي، تشكل الغطاء الأبرز الذي في ضوئه انطلق أكراد سوريا لقتال تنظيم “الدولة”، وكادوا يكونون وكلاء مميزين للأمريكان، على أمل أن يقود ذلك إلى حصولهم على مكاسب سياسية داخل سوريا.
إلا أن رؤية الدبابات التركية والجنود الأتراك وهم يجتازون الحدود في حملة عسكرية ضد تمدد الأكراد (شمالي سوريا)، أصابتهم بالخوف والشعور بأن أمريكا قد تتخلى عنهم، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، التي رصدت في تقرير لها رد الفعل الكردي حيال الاتفاق التركي – الأمريكي، الذي سمح لأنقرة بالتوغل داخل الأراضي السورية.
يرى الأكراد أنهم تعرضوا لخيانة مماثلة قبل قرن من الزمن، وتحديداً عقب نهاية الحرب العالمية الأولى التي لم تمنحهم أي وطن مستقل رغم الوعود التي قطعت لهم.
من جهة اخرى، يعتقد بعض المحللين الأكراد، أن الحديث عن خيانة أمريكا لهم لا يبدو دقيقاً حتى اللحظة، فليس هناك ما يشير إلى ذلك رغم السماح لتركيا بالتوغل داخل الأراضي السورية، وقصف مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” التي تدعمها واشنطن.
وترى أليزا ماركوس، الخبيرة في شؤون الأكراد، أن أمريكا ملتزمة بدعم الأكراد في سوريا وهو أمر واضح، غير أنه دعم دون تعهد بإقامة كيان سياسي لهم؛ بل إن هذا الدعم لا يبدو واضح المعالم، مشيرة إلى أن “واشنطن في النهاية سوف تسعى للنأي بنفسها عن أكراد سوريا، حفاظاً على علاقاتها مع حليفها الوثيق تركيا”.
أما مجلة “ذا ناشونال إنترست الأميركية” نشرت مقالاً للكاتب “سيث فرانتزمان” يقول فيه:
“إن سياسة الولايات المتحدة جعلتها تحارب نفسها في سوريا، وإن حلفاءها هناك صاروا يتقاتلون في ما بينهم، وإن بعضهم يتهم أميركا بالخيانة”.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحالفت مع الأكراد في سوريا، وأن وحدات حماية الشعب الكردية قاتلت ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، لكن الأكراد الآن يتهمون حليفتهم الولايات المتحدة بالخيانة، في ظل تخليها عنهم وتركهم لقمة سائغة للجيش التركي والمعارضة السورية في بعض المناطق من البلاد.
أضاف أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا انتهت إلى أن هجوما تركيا مدعوما من أميركا يستهدف الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة نفسها، أو أن أميركا تتقاتل مع نفسها.
وقال إن هذا يعود لاتباع الولايات المتحدة سياستين اثنتين في سوريا، ففي البداية كانت سياستها مصممة على دعم المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد، لكنها حولت انتباهها إلى مواجهة تهديدات تنظيم الدولة الذي صعد في 2014، ولم تعد محاولة تنحية الأسد تشكل أولوية لها.
المركز الصحفي السوري _ صحف