قال الكاتب الأميركي بيني أفني في مقال بصحيفة «نيويورك بوست» إن أشد المؤيدين للاتفاق النووي بين الغرب وإيران بدأوا يشككون في أنه لن يردع انتهاكات نظام الملالي، مضيفا: للأسف، ليس هذا أسوأ ما في الأمر، لأن هذه الصفقة سوف تعزز في الواقع القوة الإيرانية الأشد ظلاما..الحرس الثوري الإيراني.
يشير الكاتب إلى دراسة أجرتها «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» وجدت أن الحرس الثوري الإيراني -وليس الإيرانيين المعتدلين- هو أكثر المستفيدين من الاتفاق الذي وقعته طهران مع القوى العالمية الست الصيف الماضي.
وأشارت الدراسة إلى أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على نحو %40 من الاقتصاد الإيراني بما في ذلك قطاعات ترتبط بطريقة أو بأخرى ببرنامج طهران النووي.
استنكر أفني أن تقوم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال ملايين الدولارات مؤخرا إلى طهران، لتجعل الإيرانيين الذين يتمنون «الموت لأميركا» أثرياء، وتساعدهم على إحكام قبضتهم على السلطة على حساب السياسيين الذين يرون أن الانخراط مع الولايات المتحدة السبيل الوحيد لإنقاذ ثورة الخميني.
يشير الكاتب إلى أن الحرس الثوري الإيراني تم تأسيسه في عام 1979 من قبل آية الله الخميني كميليشيا تهدف لنشر أيديولوجية الثورة وتعزيز قبضتها على السلطة، وكانت مهمة ذراعه «فيلق القدس» هي تصدير أيديولوجية الثورة لجميع أنحاء العالم بطريقة أو بأخرى، وهو الآن ينشط في ساحات الحروب في اليمن ولبنان وسوريا، ويشارك بشار الأسد في إراقة الدماء وهو السبب الرئيس لبقائه في السلطة حتى الآن.
ولفت إلى المواجهات المباشرة بين السفن التابعة للبحرية الأميركية وقوارب الحرس الثوري في مياه الخليج، وإلى قوات الباسيج التي تقمع النساء في الداخل، والانتفاضات الشعبية كالتي اندلعت في 2009 بسبب تزوير الانتخابات الرئاسية.
وبحسب الدراسة أيضا، توغل الحرس الثوري الإيراني في كل أركان الاقتصاد، لافتة إلى أن المرشد الحالي آية الله خامنئي هو المسؤول الأكبر عن النمو المالي للحرس الثوري. وحدد الباحثون 229 شركة على الأقل يسيطر عليها الحرس داخل إيران.
ربما الاتفاق النووي ترك بعض العقوبات على الحرس الثوري، على الأقل في الوقت الراهن، لكن الكثير منها سوف ينتهي في المراحل المقبلة من الصفقة.
رغم أن الحرس الثوري يقف وراء نشاط إرهابي عالمي واسع، بما في ذلك المؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في انفجار قنبلة في قلب واشنطن، لم تصنف وزارة الخارجية الأميركية الحرس الثوري أو حتى ذراعه الخارجية «فيلق القدس» منظمة إرهابية أجنبية.
وتوصي الدراسة واشنطن بتعزيز العقوبات التي من شأنها زيادة الضغط على أخطر تنظيم داخل إيران، مشيرة إلى أن تنامي النفوذ الاقتصادي للحرس هو في حد ذاته غاية، وأداة لدعم أنشطته الشائنة في جميع أنحاء المنطقة.
وتحث الدراسة الرئيس الأميركي القادم والكونجرس على تغيير هذا المساء وإجبار المستثمرين الأجانب على إدراك أن هناك خطرا كبيرا في التعامل مع أسوأ المنظمات داخل إيران.;
العرب القطرية