27 يونيو 2015
أكد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها توصلت إلى وقوع تجاوزات عديدة من قوات “حماية الشعب”، وهي الذراع العسكري لحزب “الاتحاد الديمقراطي” ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض.
وقالت اللجنة في تقريرها الأولي إن التجاوزات التي وقعت تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية، أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أشخاص محسوبين على الحزب مثل صفحة (خابات علي -khabat Ali) وهو ابن رئيس الإدارة المؤقتة للمجلس المحلي الكردي في تل أبيض حيث نشر قوائم المطلوبين لدى قوات “الأسايش”.
وأضافت اللجنة أنه قد تم في أماكن عديدة الاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران.
وأوضحت أن أغلب عمليات النزوح الجماعي حدثت قبل دخول قوات الحماية إلى هذه القرى بسبب التهديدات التي كانت تصلهم، وبسبب الأخبار المروعة عن الانتهاكات المرتكبة قبل فترة وجيزة في ريف الحسكة.
وكشفت اللجنة عن حدوث عمليات تهجير قسرية لعدد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح، وحدث ذلك في قرى العيساوية، عبدي كوي، الثورة، باب الهوى، الضبعة، المنكلّي، مدلج، وقره شرف، ووصل الأمر في قرية “زحلة” جنوب مدينة تل أبيض، والتي كانت فارغة من الرجال تماماً، ولم يكن فيها إلا النساء والأطفال حيث هجّرتهم قوة مسلحة مكونة من سبعة عشر مسلحاً وخمس سيارات بطريقة مذلّة، ومشّوهم حفاة إلى أن وصلوا قرية “بوز الخنزير” المجاورة.
وأشارت اللجنة إلى أن آخر عمليات التهجير القسري كانت في قرى حمام التركمان حيث هجّر أهلها بشكل كامل، والناس تحدثت أنها خطة عند قوات الحماية لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وإقامة دولة كردية على هذه الأراضي.
ولفتت إلى أنها طلبت من قوات الحماية السماح لها بدخول منطقة تل أبيض لمعاينة الواقع، وزيارة الأماكن التي تحدث عنها الشهود، والوقوف على حجم هذه الانتهاكات، لكن تكرر رفض هذا الطلب رغم انتظار اللجنة عند المعبر الحدودي عدة أيام، وهو ما عزز مخاوف النازحين وأدى لامتناعهم عن العودة إلى منازلهم رغم فتح المعبر، حيث دخل في اليوم الأول الاثنين الموافق في 22 يونيو/حزيران 2015 ما يزيد عن ألفي نازح، لكن بعد انتشار خبر منع اللجنة من الدخول تناقص العدد بشكل كبير جداً في الأيام التالية.
وطالب “الائتلاف الوطني السوري” في بيان له الأمم المتحدة بإرسال بعثة تحقيق دولية بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات “حماية الشعب”، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كما دعا الائتلاف بالسماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالتجول في منطقة تل أبيض لنقل الصورة للعالم ليقف على حجم المأساة والضرر الذي لحق بالمدنيين العزّل، والسماح أيضاً بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية لتخفيف المعاناة التي تزداد يومياً في منطقة فقيرة جداً وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وطالب الائتلاف قوات التحالف الدولي بتحييد المدنيين في مناطق الصراع، وعدم الوقوع في فخ البلاغات الكيدية الكاذبة عن وجود تجمعات للإرهابيين لقصفها، وهي في حقيقة أمرها تجمعات للمدنيين المسالمين، وقد تكرر تهديد “قوات الحماية” للسكان أنهم في حال عدم مغادرتهم قراهم، فإنهم سيعطون إحداثيات منازلهم لطيران التحالف ليقصفها بحجة أنها مقرات للإرهابيين.
العربي الجديد – عبسي سميسم