تصاعدت الخلافات في إسرائيل بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون الأمر الذي يهدد بانهيار الائتلاف الحكومي، وإجراء انتخابات مبكرة، حسب إعلام محلي.
وأبرز القضايا التي يختلف عليها نتنياهو وكحلون إصرار الأول على إغلاق هيئة الإذاعة الإسرائيلية (الإذاعة والتليفزيون الرسمي)، واستبدالها بنسخة مصغرة، وهو ما يعترض عليه كحلون، وفق ما ذكرته القناة الإسرائيلية الثانية السبت، دون توضيح سبب رغبة نتنياهو في إغلاق الهيئة.
ويرأس نتنياهو حزب “الليكود” الذي يقود الائتلاف الحكومي.
ويضم الائتلاف أحزاب “كلنا” برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، و”البيت اليهودي” برئاسة وزير التعليم نفتالي بنيت، و”إسرائيل بيتنا” اليميني برئاسة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، و”شاس″ اليميني برئاسة وزير الداخلية أرييه درعي، و”يهودوت هتوراه” اليميني برئاسة وزير الصحة يعقوب ليتسمان.
وقالت القناة الثانية، إن نتنياهو عقد السبت جلسة خاصة مع وزراء حزبه (الليكود)، وبحث معهم الشروط التي تم التوصل إليها أثناء تشكيل الحكومة، فيما يتعلق بالقضايا التي يختلف حولها أعضاء الائتلاف.
وفي وقت سابق السبت، قال رئيس رئيس كتلة الائتلاف الحكومي في البرلمان النائب من حزب “الليكود” دافيد بيتان إن تهديدات بعض أحزاب الائتلاف بالانسحاب من الحكومة أو إطلاق تصريحات تحمل تهديدات (لنتنياهو) لتمرير سياسات معينة، ستعني أن هناك فرصة أمام إجراء انتخابات مبكرة.
وأضاف أن “حزب الليكود لا يريد إجراء انتخابات، لكن هذا الخيار موجود على جدول الأعمال .. لا يمكن لأي طرف أن يفرض آرائه أو قراراته على أي طرف آخر”.
بدوره دعا الوزير نفتالي بينيت السبت، “الجميع للتصرف بمسؤولية وحكمة وتجنب انتخابات مكلفة وغير ضرورية من شأنها أن تضر باقتصاد إسرائيل”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها “يديعوت أحرنوت” و”معاريف” أن كحلون وزعيم المعارضة في إسرائيل يتسحاق هرتسوغ، ناقشا السبت تشكيل ائتلاف حكومي جديد، وحجب الثقة عن حكومة نتنياهو، دون اللجوء إلى انتخابات جديدة، وهو الأمر الذي يتيحه الدستور.
وقال كحلون، حسبما جاء في “يديعوت أحرنوت”: “إسرائيل ليست بحاجة لهدر ملايين الشواكل من أجل انتخابات جديدة، ما دام هناك إمكانية لتشكيل حكومة أخرى من خلال الكنيست الحالي”.
من جهتها أيدت تسيبي ليفني من “المعسكر الصهيوني” المعارض، تشكيل حكومة جديدة، و”تغيير المسار المدمر لإسرائيل”، حسب قولها.
أما زعيمة حزب “ميرتس″ اليساري زهافا غال أون، فقالت السبت، إن نتنياهو يريد إجراء انتخابات مبكرة قبل توجيه لائحة اتهام ضده، وفق صحيفة “معاريف”.
وكانت تقديرات سرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عن إمكانية تبكير الانتخابات في حال انتهت التحقيقات التي تجريها الشرطة منذ عدة أسابيع مع نتنياهو بشبهة الفساد إلى تقديم لائحة إتهام ضده، لا سيما مع تأكيد المقربين من الأخير أنه لا يعتزم الاستقالة بتاتا، حتى لو قدمت لائحة اتهام بحقه.
وتولى نتنياهو السلطة بشكل متقطع منذ عام 1996، وهو الآن في فترته الرابعة رئيسا للوزراء، وسيصبح أكثر رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في السلطة إذا ظل في منصبه حتى نهاية العام المقبل.
وكانت آخر انتخابات عامة إسرائيلية جرت في شهر مارس/ آذار 2015.